أخبار وطنية

مغربية الصحراء ..قوة ثاوية لشعوب افريقيا

مراسل صباح طنجة الحداد حسن

ربيع الخمليشي والقضية الوطنية الأولى
الوحدة الترابية .

مغربية الصحراء ..قوة ثاوية لشعوب افريقيا

لسنوات طويلة و لدى فئات واسعة من مثقفي العالم العربي و افريقيا بل وحتى تنظيمات اليسار بأوروبا تلخصت قضية الصحراء في صراع بين نظامين ، الأول “تقدمي شعبي ” و ثوري يدافع عن حق ” شعب ” في تقرير مصيره و بين نظام ثاني محافظ رجعي يريد فرض هيمنته على الجيران.
و للأسف الشديد هذا التبسيط المتعسف و المجافي للواقع انعكس بشكل كبير على إمكانية توسيع التضامن الشعبي و النخبوي في افريقيا على وجه خاص مع قضية المغرب العادلة.
و الرهان اليوم هو تصحيح الصورة و اعادة ترتيبها بالعقل و المنطق وليس بالعاطفة المتدفقة و العبارات المتشنجة التي لا تزيد الآخرين الا نفورا من الطرح المغربي، مقابل التعاطف مع مظلومية مزعومة و في بعض الأحيان مؤدى عنها.
فلا مناص من المثابرة على شرح حقائق التاريخ و الوقائع الجيوسياسية. فالمغرب ككيان سياسي تاريخي حافظ على استقلاله مدة 14 قرنا و كان من أواخر الدول الافريقية التي لم يبسط عليها الاستعمار نفوذه الا أواخر العشرينات من القرن الماضي و لم تتجاوز مدة الحماية في بعض مناطقه الثلاث عقود ، استطاع تفادي مصير العديد من الدول التي أنهى الاستعمار وجودها ، بل استطاع بسلاح أطياف مقاومته الريفية و الأطلسية و الصحراوية و بعدها بنضال حركته الوطنية و قيادته الشرعية من تكسير قواعد اللعبة و الحفاظ على وحدة الكيان و القضية و اعادة توحيد ما تم تجزيئه. و كانت البداية في الخمسينات بتوحيد الشمال و الوسط و طنجة الدولية ثم امتد خلال سنوات السبعينات لأقاليم المغرب الجنوبية ، و ذلك في انتظار استرجاع مدينتي سبتة و مليلية و بقية الجزر المغربية المحتلة.
فهذا الاصرار الذي يأبى النسيان يثير حفيضة الاستعمار التقليدي و يؤرق مضجعه .
و بالتالي فصراع حول الصحراء هو صراع بين منطق استعماري و مخلفاته يسعى لتأبيد وضعية اختلال ميزان القوى لصالح الشمال ، و بين منطق يؤمن بحركة التاريخ و يمتلك ذاكرة و رؤيا و بوصلة.
و عليه فاسترجاع المغرب لصحراءه من الاستعمار الإسباني هو انتصار لإرادة شعب من شعوب الجنوب على غطرسة القوى الاستعمارية التي كانت و لاتزال تصبو الى أضعاف دول الجنوب و تفتيتها.
فقضية المغرب هي مثال حي لانتصار قوة الحق على حق القوة. و يكفي العرب و الأمازيغ و الافارقة و المسلمين فخرا بأنه بفضل المغاربة وحدهم استطاعت افريقيا ان تحكم جنوب أوروبا و لقرون عدة. فالمغرب الموحد القوي هو درع لأفريقيا و مصدر لأمنها ورخائها، و قوة افريقيا من قوة المغرب.
فمن مكر التاريخ ان لا يعي الأفارقة حقيقة تاريخهم و واقعهم ، بل و يستسلمون لأطروحات تستهدف اضعاف من من كان سببا في عزتهم و قوتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى