الدار البيضاء: 25 سنة من الانتظار دون تنفيذ توصية ملكية لفائدة سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة

في خطوة تثير الكثير من علامات الاستفهام حول واقع تنفيذ التعليمات والتوصيات الملكية، وجهت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد مراسلة رسمية إلى السيدة رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، تطالب فيها بالإسراع في تنفيذ توصية ملكية سامية صادرة عن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لفائدة السيدة رشيدة سقلي، وهي مواطنة من ذوي الاحتياجات الخاصة تقطن بحي ولد هرس بالدار البيضاء.
وتعود فصول القضية إلى 23 مارس 2000، حينما صدرت توصية ملكية تقضي بتمكين المعنية بالأمر من إقامة كشك تجاري يساعدها على تأمين قوتها اليومي والعيش بكرامة. غير أن مرور ربع قرن على صدور التوصية لم يكن كافيًا لضمان تنفيذها، رغم توالي المراسلات والنداءات، سواء من المعنية بالأمر أو من السلطات الإدارية المختصة.
وفي هذا السياق، تشير وثيقة رسمية صادرة عن عامل عمالة عين السبع – الحي المحمدي، السيد توفيق بنجلون، مؤرخة بتاريخ 16 أكتوبر 2000 تحت عدد 13222، إلى دعوة صريحة ومباشرة وجهها إلى رئيس الجماعة الحضرية للحي المحمدي آنذاك، يدعوه فيها إلى الإسراع في تنفيذ التوصية الملكية.
ورغم هذا التدخل العاملاتي الصريح، لم يتم تنفيذ القرار إلى حدود اليوم، مما اعتبرته المنظمة خرقا صارخا لتوجيهات أمير المؤمنين، ومساسا بمصداقية مؤسسات الدولة، ورفضا غير مبرر لحق مشروع لإنسانة من الفئات الهشة.
وأكدت المنظمة في مراسلتها أسفها العميق لتقاعس المجالس الجماعية المتعاقبة عن إنصاف السيدة سقلي، رغم وضعها الصحي والاجتماعي الصعب، مطالبة السيدة رئيسة المجلس الجماعي الحالي بتحمل مسؤوليتها كاملة، والتعجيل بتمكين المعنية من الكشك كما نصت على ذلك التوصية الملكية.
كما تم توجيه نسخ من المراسلة إلى كل من الديوان الملكي بالرباط ووالي جهة الدار البيضاء – سطات، في مسعى لحث السلطات المعنية على التدخل الفوري وإنهاء هذا الملف الذي طال أمده بشكل غير مفهوم.
وتأمل المنظمة، ومعها عدد من الفاعلين الحقوقيين والمدنيين، أن تجد هذه المطالبة طريقها إلى التنفيذ، لما تحمله من أبعاد إنسانية وقانونية، تعكس جوهر التوجيهات الملكية الهادفة إلى تكريس العدالة الاجتماعية ومبادئ دولة الحق والقانون، وخاصة لفائدة الفئات الهشة والمهمشة.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل تحتاج توصية ملكية لتنفيذها إلى أكثر من 25 سنة؟