النظام الجزائري وحلم مبايعة ملك المغرب

النظام الجزائري وحلم مبايعة ملك المغرب
النظام الجزائري يظهر اهتماما غير مبرر بالملك محمد السادس والمغرب، لكن هذا الاهتمام لا يعكس بالضرورة حبًا للشعب المغربي أو رغبة في تحقيق رفاهية شعبه.
بل يبدو أن النظام الجزائري يطمح إلى حياة مماثلة لتلك التي يعيشها المغاربة تحت قيادة ملكهم، حيث ينعم المغاربة بالسلام والأمن والاستقرار.
هذا الاهتمام الكبير من الجانب الجزائري بالملك محمد السادس له تفسير منطقي واحد: هناك حنين دفين لدى بعض الجزائريين، سواء من الشعب أو من القيادات، لمبايعة الملك كما فعل أجدادهم في القرن التاسع عشر.
في ذلك الوقت، عندما غزت جيوش نابليون الجزائر، لجأ الجزائريون إلى سلطان المغرب طالبين مبايعته والولاء له.
ولكن نظام الكابرانات، على مدى نصف قرن تقريبًا، عمل على تدجين الشعب الجزائري وإدخاله في حالة من العصاب والهوس بالملك محمد السادس.
من الغريب أن هذه الحالة من الهستيريا لا تقتصر فقط على العسكريين، بل تشمل أيضا الشعب المدجن.
أتذكر مقابلة مطولة مع أحد رموز العشرية السوداء في الجزائر، الكابران خالد نزار، حيث تحدث عن لقائه بالملك الحسن الثاني رحمه الله خلال زيارته للمغرب.
كان نزار في كل مرة يذكر فيها اسم الملك الحسن الثاني يرفقه بلقب “سيدنا” بمنتهى الاحترام والتبجيل، وكأنه مغربي وليس جزائريا.
يُشبه اهتمام الجزائريين بالملك محمد السادس اهتمام الفرنسيين بالعرش الإنجليزي والملكة، على الرغم من أن فرنسا جمهورية. يبدو أن الفرنسيين ما زالوا يحنون لعصر الإمبراطور نابليون، بنفس الطريقة التي يحلم فيها بعض الجزائريين بعودة حكم الملك المغربي.
في النهاية، يمكن القول إن هذا الاهتمام الغريب يعكس حالة من الخبال وعدم الاستقرار النفسي والسياسي لدى بعض الجزائريين.
يبقى السؤال: هل هذا الهوس بالملك محمد السادس يعكس رغبة حقيقية في التغيير، أم أنه مجرد استجابة لعقود من القمع والتدجين؟