أخبار المدينةأخبار دولية

انسحاب مفاجئ يثير الغضب.. بالياريا تطيح بخط طنجة ميد موتريل رغم نجاحه التجاري

 

في خطوة وصفت بأنها ضربة غير مفهومة للملاحة البحرية بين المغرب وإسبانيا، أعلنت شركة بالياريا الإسبانية وقف نشاطها على الخط البحري الذي يربط ميناء موتريل بميناء طنجة المتوسط، ابتداء من الاثنين 13 أكتوبر 2025، رغم كونه من أكثر الخطوط ربحية واستقرارا في المنطقة.

القرار، الذي اتخذ دون سابق إنذار، كشف الوجه الآخر لشركة لطالما رفعت شعارات تعزيز حضورها في شمال إفريقيا، لكنها في الواقع تنسحب من واحد من أهم المنافذ التجارية التي ربطت الجنوب الإسباني بالشمال المغربي، تاركة خلفها تساؤلات مشروعة حول نواياها الحقيقية ومدى احترامها لشركائها الاقتصاديين وعمالها.

فبينما حاولت الشركة تبرير القرار بعبارات فضفاضة عن إعادة الهيكلة التجارية، يرى متتبعون أن الخطوة تعكس ارتباكا إداريا وتخبطا استراتيجيا داخل الشركة، خاصة أن الخط كان يسجل نسب ملء عالية ونشاطا متزايدا في نقل الشاحنات والمسافرين.

بل إن مصادر مهنية أكدت أن توقيت الانسحاب، قبل موسم العطلات ونقل البضائع الموسمية، يفتقر لأي منطق تجاري، ما يعزز فرضية وجود اعتبارات أخرى لم يكشف عنها بعد.

الأدهى من ذلك أن الشركة أنهت عقود 9 من موظفيها المحليين في موتريل بشكل مفاجئ، مكتفية بإشعار إداري بارد، ما أثار موجة استياء داخل الأوساط العمالية الإسبانية التي رأت في القرار نموذجا جديدا للاستهتار الاجتماعي من طرف إدارة لا تعبأ بالاستقرار المهني لمستخدميها.

وفي الوقت الذي اكتفت فيه السلطة البحرية في موتريل ببيان بروتوكولي يصف الخطوة بأنها خيار تجاري مشروع، بدأ فاعلون في النقل البحري الإسباني التحرك لإقناع مشغلين آخرين بتولي الخط الذي أثبت جدواه، فيما سارعت شركات الشحن إلى تحويل وجهتها نحو ميناء الجزيرة الخضراء لتفادي تعطيل سلاسل التوريد.

لكن الأثر الحقيقي لقرار بالياريا لا يقاس فقط بالأرقام أو العقود، بل بالثقة التي تزعزعت. فشركة كانت تسوق نفسها كجسر بين الضفتين قررت فجأة هدم الجسر بيدها، مخلفة وراءها أسئلة مفتوحة عن الالتزام، والمصداقية، وحتى احترام الشركاء المغاربة الذين ساهموا في نجاح الخط.

وفي ظل الصمت المريب للشركة عن خططها البديلة، يرى مراقبون أن انسحاب بالياريا من خط طنجة المتوسط – موتريل يشكل انتكاسة حقيقية لفكرة التعاون البحري بين المغرب وإسبانيا، ويكشف في الوقت نفسه أن بعض الشركات لا تزال تتعامل مع السوق المغربية بعقلية المغامر الموسمي، لا بعقلية المستثمر المسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى