بالصور…جمعيات المجتمع المدني تحتفي بشهر التراث بتنظيف جنبات ومدخل مغارة الخنزيرة

في إطار الإهتمام بتراث منطقة دكالة، وبعد عدة زيارات قام بها أعضاء من مكتب فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية إلى عدة معالم أثرية، كقصبة بولعوان وقصبة الواليدية ومدينة المجاهدين ومنطقة الفحص و غيرها، لجمع المعلومات الأساسية من أجل تحيين ملفها الترافعي (كتاب الثقافة والتراث)، وبمناسبة شهر التراث الذي يحتفى به سنويا من 18 ابريل إلى 18 ماي، قامت الفيدرالية اليوم 27 ابريل 2024، بعملية لتنظيف جنبات ومدخل كهف الخنزيرة المتواجد بدوار أولاد إبراهيم جماعة مولاي عبد الله، وهو مصنف كثراث وطني .
العملية تمت بتنسيق مع مديرية الثقافة بالجديدة ودعم لوجيستيكي من جماعة مولاي عبد الله وبمشاركة 5 جمعيات للمجتمع المدني بالمنطقة هم جمعية فخدة بطيوة للثقافة والرياضة، جمعية شباب لهواورة ، جمعية منتدى شباب اليوم، جمعية النور للأعمال الاجتماعية وإتحاد فعاليات المجتمع المدني مولاي عبد الله، كما شارك في عملية التنظيف بعض سكان الدوار.
هذه المبادرة كانت ناجحة حيث أزيلت الأشواك والشجيرات من مدخلها وجنباتها، كما تم استخراج كميات كبيرة من النفايات والحيوانات الميتة من داخلها، وكانت مناسبة لاكتشاف ودخول مساريب وفتحات تحت الأرض بطول محدود لانسدادها بالأتربة المتراكمة عبر الزمن، وحسب السكان فإن هذه المغارة كانت قبلة للزوار والسياح، وأنها ممتدة عدة كلمترات تحت الأرض، وهو ما اطلعنا عليه في بعض الكتابات التي تناولت هذه المغارة، حيث يقال بوجود تجاويف وشعاب ضيقة وردهات نحتتها الطبيعة ودهاليز متصلة ببعضها البعض، تكونت خلال الأزمنة الجيولوجية الغابرة، تسربت إليها المياه الكلسية لتشكل مع مرور الزمن عالما من التكوينات العجيبة، استوطنها إنسان المنطقة حسب الدراسات التاريخية والاركيولوجية قبل حقب طويلة تمتد الى عشرات الالاف من السنين.
مغارة الخنزيرة، يقول المهتمون ان أول من اكتشفها هو الباحث الفرنسي أرمان رولمان سنة 1934، وبعد إفراغها من الأحجار والترسبات، عثر بداخلها على بقايا حيوانات وأدوات حجرية وجماحم بشرية تعود كلها إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد وجدت بها أيضا قطع نقدية تشهد على حضارة غابرة. وكما هو حال كل المعالم الأثرية بمنطقة دكالة التي تزخر بمعالم تاريخية كثيرة، فالمغارة ليست بأحسن حال من ما تركه أجدادنا عبر التاريخ، فكل المعالم تحولت إلى ركام من الأتربة والأحجار المتناثرة هنا وهناك، يسمع أنينها ومناجاتها لكن لا حياة لمن تنادي، وهو حال القلعة الإسماعلية بمنطقة بولعوان و أرض المجاهدين بمنطقة الحوزية وهذه الحالات هي على سبيل المثال لا الحصر.
المغارة معروفة على الصعيد العالمي كأحد أهم المعالم الأثرية في دكالة، وكان يمكنها أن تشكل محطة هامة لجذب السياح على مدار السنة، حيث صرح لنا بذلك بعض من سكان المنطقة الذين قالوا أن العديد من السياح الأجانب زاروا المنطقة واخذوا صور المغارة، غير ان واقعها يبعث على الأسى ويندى له الجبين، بسب اللامبالاة والإهمال التام للجهات المعنية، فأول مظاهر هذا الاهمال لا يوجد شيء يدل على مكان تواجد هذا الموقع الأثري على الرغم من أنه مصنف ضمن التراث الوطني، وانه حري بالمسؤولين أن يضعوا له علامة ترشد قاصديه، وثاني المظاهر الإهمال والامبالاة، هو تخلص سكان المنطقة من أزبالهم ونفايتهم المنزلية بشكل مقرف داخل المغارتين، بالإضافة إلى نمو شجر التين بفوهتهما مما يحول دون القرب منها والدخول إليهما، كما لا احد تقريبا بالمنطقة يعي قيمتهما التاريخية وأنهما أحد أقدم المستوطنات البشرية في المغرب .
إن مبادرة المجتمع المدني لتنظيف مدخلها وجنباتها هو رسالة رمزية للمسؤولين من أجل إعادة الاعتبار لهده المعلمة وذلك :
– بالتعريف بها وهي مسؤولية الإعلام والجامعة والمهتمين بالتراث
– بتسييج الموقع ووضع علامات الإرشاد إليه
– بتثمينه وجعله منطقة جذب للسياح، فقد يكون عاملا لتنمية المنطقة خصوصا إذا تم إزالة الترسبات التي تسد الدخول لدهاليزه وتجويفاته تحت أرضية، بذلك سيكون قبلة لهواة الاستغوار على المستوى العالمي
– بتحسيس الساكنة المجاورة له بعدم رمي النفايات داخله
خلية الإعلام لفيدرالية جمعيات الأحياء السكنية