أخبار المدينةثقافة

مخرج فرنسي ينقل معاناة عاملات مغربيات في مصانع النسيج بطنجة

هي حكاية هجرة عكسية من فرنسا إلى المغرب، تقود بطلة الفيلم “إديث” نحو مدينة البوغاز للحفاظ على عملها، والعمل في أحد فروع شركة النسيج الفرنسية.

تتجرع “إديث” خلال هذه الرحلة معاناة الاغتراب من جهة، ومعاناة النساء المغربيات العاملات في قطاع النسيج في عروسة الشمال طنجة من جهة ثانية.. تلك هي خلاصة الفيلم السينمائي الجديد Prendre le large” لمخرجه الفرنسي غايل موريل، الذي عرضه المعهد الفرنسي بالدار البيضاء.

وعلى غير عادة الأفلام التي تناولت ظاهرة الهجرة من المغرب نحو أوروبا، يُصور الفيلم الفرنسي- المغربي الظاهرة بصورة عكسية، ويكسر معها عددا من الصور النمطية عن المجتمع المغربي، والغوص في خبايا المعاناة الإنسانية التي تخلقها الظاهرة وطرحها من منظور إنساني بحت.

تُواجه “إديث”، منذ وصولها إلى ميناء طنجة، صعوبات في التواصل بسبب عائق اللغة؛ بدءاً بالسائق والبحث عن معمل النسيج، ثم التواصل مع زميلاتها في المصنع، لكن عند مُحاولة مطالبة “إديث” بحق العاملات في التأمين الصحي وظروف العمل الجيدة، يُرمى بها إلى الشارع بتهمة السرقة.

تتواصل الأحداث، وتتوطد خلالها علاقة بطلة الفيلم بصاحبة الفندق “أمينة المطلقة ” التي كرّست حياتها من أجل رعاية ابنها ودراسته، بعد حصولها على الطلاق من زوجها ونيل حقها في الأمومة بفضل مدونة الأسرة.

غاييل موريل، مخرج الفيلم، قال، في حديثه لوسائل الإعلام المغربية، عقب عرض فيلمه الجديد، إنّ “الفيلم يصنف ضمن الأفلام السينمائية الواقعية”، موضحاً أنّ “القانون الفرنسي وافق على تنقل العاملات بين الدول لضمان استمرار تشغيلهم”.

وأضاف موريل: “شخصية إديث لم تُسافر إلى المغرب للحفاظ على عملها فقط، بل القيام بثورة في حياتها، والانتقال من خلالها إلى مكان وفضاء آخر، يُبسط معالم ثقافة جديدة في السينما الفرنسية”.

من جهته، تحدثت الممثلة الفرنسية صاندرين بونير، بطلة الفيلم، عن تجربتها بالمغرب، وقالت: “تعد المرة الأولى التي أزور فيها طنجة، وليس من السهل أنْ تُغامر بهذه الشخصية دون التعرف مُسبقاًعن الفضاء وثقافة البلد”، وأضافت: “أحببت المغرب من خلال هذه الشخصية، وتعاملت مع فنانين وتقنيين مغاربة أبانوا عن احترافية كبيرة في الصناعة السينمائية”.

وعن اشتغالها مع مخرج فرنسي، قالت الممثلة المغربية منى فتو إنها تجربة مثيرة، مشيرة إلى أنها اكتشفت طريقة أخرى جديدة لاشتغال المخرجين، “كان تعامله لبقا إلى أقصى حد، ومهنيا بدرجة كبيرة”، مبرزةً أنّ أهمية الفيلم تتجلى في تقديم صورة جيدة عن النساء المغربيات المناضلات المكافحات، والحاضنات لأطفالهن بعيداً عن الصور النمطية المتداولة.

هسبريس- فاطمة الزهراء جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى