

تسعى شركات برتغالية إلى توسيع أنشطتها لتشمل المغرب مدفوعة بالمشاريع الهيكلية الكبرى التي أطلقتها المملكة ووجود فرص استثمارية مطروحة في قطاعات متعددة إضافة إلى الاستقرار الذي تشهده المملكة في ظل التقلبات السياسية التي تعرفها بلدان المنطقة.
جوزيه هينريك، المدير التنفيذي لشركة ماكنوم البرتغالية لحلول الطاقة النظيفة، قال في تصريح لموقع القناة الثانية إن السوق المغربي يقدم فرصا واعدة للنمو أمام شركته المتخصصة في شواحن العربات الكهربائية، خصوصا في ظل جهود المغرب تحقيق انتقال نحو الطاقات المتجددة وتوجهه إلى تركيب محطات شحن خاصة بالسيارات الصديقة للبيئة على الطرق السيارة.
لكن بالنسبة لجوزيه فإن جهود المغرب تسويق صورة البلد المرحب بالشركات الأجنبية إلى العالم تصطدم حسبه بافتقاد السوق المغربي للشفافية لعدم وجود قاعدة بيانات تشمل كافة المعلومات حول الأنشطة الاقتصادية المتاحة فضلا عن تعدد المتدخلين وتعقيد المساطر أمام تدفقات الاستثمار الأجنبي وعدم وضوح الرؤية فيما يخص النظام المالي وقوانين العمل.
وأضاف أن الشركات البرتغالية لديها رغبة قوية وصادقة للانفتاح على المغرب الذي يعرف اقتصاده تطورا سنة بعد سنة وذلك على الرغم من عدم توفرها على رؤية واضحة حول “قواعد اللعب” بالسوق المغربي، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى التي قام بها كمدير شركة تفكر في الاستثمار بقطاع شواحن العربات الكهربائية هي الاستعانة بالخبرة المحلية لمساعدته على تحديد أفضل الفرص المتاحة بالسوق.
ولا يبدو أن عقد شراكات مع فاعلين في القطاع الخاص بالمغرب مهمة سهلة حسب ما أكده هينريك ومدراء شركات آخرون لموقع القناة الثانية على هامش لقاء صحفي عقدته غرفة الصناعة والتجارة والخدمات البرتغالية في المغرب، يوم أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، حيث كشف أنه أجرى محادثات مع عدة شركات مغربية، “لكن الأمور لا تزال ضبابية”، يوضح هينريك.
وعمت القاعة المحتضنة للندوة الصحفية أجواء عدم اليقين التي أعقبت محادثات الشركات البرتغالية مع فاعليين اقتصاديين مغاربة، و بالنسبة لممثل شركة “سافينا” المختصة في العشب الاصطناعي، فإن زملائه المستثمرين ينتظرون ماذا سيفضي إليه التواصل الذي جرى الاتفاق عليه مع ممثلي الشركات المغربية في الأسابيع القادمة قبل اتخاذ أي قرار حول الاستثمار في المغرب، مضيفا “لا شيء مؤكد لحدود الساعة”.
ويتفق مدير التصدير بشركة “كازا دي كريسبو” مع ما ذهب إليه زميله، حيث شدد على أن بالنسبة لشركة برتغالية جديدة العهد بالاستثمار في المغرب، فإنه من الصعب التحرك داخل السوق المغربي دون شريك محلي يمكن الوثوق به والاستفادة من خبرته.
و يقول مدير التصدير بهذه الشركة العائلية المختصة في الحلويات المثلجة إن “عوائق الاستثمار موجودة في جميع البلدان”، مضيفا أن التحدي القائم حاليا أمام البرتغاليين يكمن في فهم قواعد اللعب في السوق المغربي، “وهذا ما سنقوم به”، على حد قوله.