بني حسان ليسوا همجا.. بل انتفاضة ضد الخمج

صباح طنجة .الزاهر زكي
تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يتضمن مشاهد لعدد من الشباب وهو يدهسون بأرجلهم صناديق الأسماك بسوق الأربعاء بني حسان، وقد لقي هذا الفيديو عدة انتقادات لاذعة متهمين فاعلي هذا الأمر بـ “الهمج”، ورامين إياهم بمحاولة تحويل المقاطعة الشعبية لبعض المنتوجات عن مسارها الصحيح.
من هنا أتساءل: هل نحن شعب ضد شعب؟ هل الحكومة تقتلنا أم نحن نقتل بعضنا؟
أتحدث هنا من باب “ليس دفاعا عن قبيلة بني حسان”، ولكن لتوضيح أمر مفاده أن سكان البوادي هم شعب يعرفون من الكلمة سوى معناها البسيط، فلا هم محللون سياسيون ولا دكاترة ولا اساتذة، بل هم نتاج تعليم غبي. المقاطعة تعني لهم نفس معنى المقاطعة، دون تحميلها حمولات أخرى إضافية، يعني بلهجتنا العامية: “اقطع رجلك علينا”، “قطع بالمرة ومشي بحالك”.
ليس هناك حل وسط، ليس عيبهم أن فهموا المعنى على هذا النحو، بل العيب كل العيب عل الدولة التي تسير على منهج “كلخ وسير”.
المقاطعة هي المقاطعة، يعني لا “سيدهم علي” لا “سنطرال” يجب أن يظهرا في تلك الجهة، والحمد لله أن محطة “إفريقيا” غير موجودة هناك، لكنتم شهدتم – لا محالة – حرقها عن بكرة أبيها، وآنذاك سيتعدى الأمر الإتهامات السالفة، نحو اتهامات بالارهاب والتخريب وقلقلة النظام العام، وليس ببعيد أن تمسح قبيلة “بني حسان” من الخريطة.
ليس غريبا أيضا أن يُفعل هذا الأمر، فالأمية هذا هو نتاجها، وذاك هو مستقرها، إذ ليس بذنبهم، بل هو ذنب الحكومة التي تنهج سياسة “التكليخ والتبهيم”.
إن قبيلة “بني حسان” ليسوا همجا، بل انتفاضة ضد الخمج، خمج الحكومة والظلم والقمع وكذلك خمج التعليم، هذا الأخير الذي ينتج لنا المخربين والمرتشين والمنافقين والبلطجيين، فمن سنحاسب يا ربنا؟ هل سنحاسب أنفسنا التي كانت سببا في خرابنا بعد أن قمنا باختيار حزب خرب حياتنا؟ أم سنحاسب من اخترناهم لأنهم أوهمونا بالمثالية والخير والصلاح والإصلاح والفلاح؟
وختاما، هي كلمات سطرتها حرقة على نفسي وعلى بلدي وعلى كل ما يدور حولي وأكررها: “بني حسان ليسوا همجا.. إنهم انتفضوا ضد الخمج”.