إيطاليا: مكاتب الاقتراع تفتح أبوابها للتصويت في الانتخابات التشريعية

أ ف ب
يتوجه الناخبون في إيطاليا الأحد إلى مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية حيث ترجح استطلاعات الرأي فوز تحالف ائتلاف اليمين.
فتحت مكاتب الاقتراع في السابعة صباحا (6,00 ت غ) في إيطاليا حيث دعي الناخبون للمشاركة في انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة مع تصاعد اليمين واليمين الشعبوي وبعد دعوة سيلفيو برسلوسكوني لأداء دور كبير في المشهد السياسي.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحا (6,00 ت غ) وستغلق عند الحادية عشرة مساء (22,00 ت غ).
وبلغت نسبة المشاركة نحو 19,4% عند الساعة 12,00 (11,00 ت غ) بحسب وزارة الداخلية، أي أكثر بأربع نقاط من عام 2013، لكن حينها كانت الانتخابات قد جرت على مدى يومين.
يختار الناخبون في العملية التي تستمر حتى الحادية عشرة مساء 630 نائبا و315 عضوا في مجلس الشيوخ. ونظرا لتعقيد النظام الانتخابي الجديد، سيتعين الانتظار حتى وقت متأخر لمعرفة تشكيلة البرلمان المقبل.
ومنع نشر استطلاعات الرأي قبل أسبوعين من موعد الانتخابات. وتضع الاستطلاعات الأخيرة المتوافرة تحالف اليمين واليمين المتطرف في المركز الأول مع 37% من نوايا التصويت (من بينها 17% لفورتسا إيطاليا، حزب برلوسكوني و13% للرابطة).
وتأتي حركة خمس نجوم في المركز الثاني مع 28% من نوايا التصويت، يليها تحالف اليسار الوسطي مع نسبة 27% (من بينها 23% لحزب رينزي الديمقراطي) إضافة إلى حركة “أحرار ومتساوون” اليسارية مع 6%.
ويقول الخبراء إن عتبة الحصول على غالبية المقاعد هي 40 إلى 45% بموجب النظام الانتخابي الجديد الذي يمزج بين النسبي والأكثري.
وكان لا يزال حتى السبت عدد كبير من الناخبين مترددين في اختيارهم لمن سيصوتون، بعد حملة انتخابية استمرت شهرين وهيمنت عليها مسائل الهجرة والأمن والانتعاش الاقتصادي. ومن المتوقع تسجيل نسبة امتناع عن المشاركة غير مسبوقة.
ولدى خروجهم من مراكز الاقتراع، عبر عدد من الناخبين عن خيبتهم، بعد حملة تخللها أحيانا كلام عنيف.
ويعتقد ميركو كانالي، وهو مصفف شعر يبلغ 24 عاما انتخب الحزب الديمقراطي من يسار الوسط في الحكومة المنتهية ولايتها، أن “هذه الحملة كانت معقدة ودنيئة، بما فيها حملة الحزب الذي أؤيده”.
انتقادات وتنديد
وبدت الصحافة الإيطالية مستسلمة أمام احتمال تشكيل أكثرية نيابية.
وكتب كلاوديو تيتو في افتتاحية صحيفة “لا ريبوبليكا”، “الحكم على إيطاليا هو دائما نفسه: البلد يعيش حالة عدم استقرار دائم. انعدام القدرة على الحكم أصبحت مرضا مزمنا”.
وفي حين أدلى معظم المسؤولين السياسيين بأصواتهم بهدوء، فاجأت ناشطة نسائية برلوسكوني عندما وقفت على طاولة في المركز حيث كان يدلي بصوته وكتبت على صدرها العاري “لقد انتهت مدة صلاحيتك يا برلوسكوني”.
واختار الملياردير البالغ 81 عاما والممنوع من تولي أي منصب رسمي حتى عام 2019 بسبب إدانته بالتهرب الضريبي، رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني ليتولى رئاسة الحكومة في حال فاز تحالفه في الانتخابات.
أما سالفيني الذي يتخذ موقع القوي بعد حملة انتخابية صاخبة حمل خلالها على بروكسل والمهاجرين، فيسعى إلى تقدم الرابطة على فورتسا إيطاليا وتسلم الحكم شخصيا.
من جهته، ندد زعيم الحزب الديمقراطي ماتيو رينزي، مساء الجمعة بالتحالف بين برلوسكوني وسالفيني، الأول من نوعه في الاتحاد الأوروبي.
وقال مخاطبا جمهورا مؤيدا للحزب، إنما ليس لزعيمه “أقولها لناخبي اليسار الراديكالي وكذلك للمعتدلين: وحده التصويت للحزب الديمقراطي يضمن عدم ترك البلاد بأيدي ماتيو سالفيني”، محذرا من قيام تحالف “متطرفين” بعد الانتخابات بين الرابطة وحركة خمسة نجوم.
واختتمت حركة خمسة نجوم حملتها بتجمع كبير مساء الجمعة في روما بحضور آلاف المؤيدين.
وأوضح مرشح الحركة الشاب لرئاسة الحكومة لويجي دي مايو “هذا المساء نشهد نهاية حقبة المعارضة، وبداية حقبة حكم” حركته.
وقد حققت الحركة التي أسسها الممثل الهزلي بيبي غريلو عام 2009، مفأجاة كبرى في انتخابات 2013 بحصولها على ربع الأصوات وقد تحتل المركز الأول في البلاد، ولو أنها قد تضطر إلى اللجوء لتحالفات من أجل الحكم.
وقال ماسيميليانو، خبير مجوهرات يبلغ 48 عاما بعد أن أدلى بصوته لصالح حركة النجوم الخمس في روما، “المشكلة الأساسية في هذا البلد، هي فساد الطبقة السياسية وتواطؤها مع مجموعات الضغط القوية والمصارف وعالم الأعمال، أنه شر منتشر في كل العالم لكنه متجذر بعمق في إيطاليا”.
نكهة فاشية
وفي خضم هذه الحملة الانتخابية التي شهدت صعود الحركات الفاشية الجديدة ومواجهات متكررة بين النظام وناشطين من اليسار المتطرف، تم وضع ملصقات مهددة السبت أمام عشرات المنازل في منطقة بافيا في جنوب ميلانو كتب عليها “هنا يقطن مناهض للفاشية”.
وشهدت العملية الانتخابية بضعة صعوبات. ففي باليرمو، تطلب الأمر إعادة طباعة 200 ألف بطاقة انتخابية بشكل طارئ لأن أسماء المرشحين التي كانت مسجلة في البداية لم تكن صحيحة.
كما حصلت اضطرابات في بعض مراكز الاقتراع خصوصا في روما عندما تم اكتشاف أخطاء في البطاقات.
وشهدت العملية الانتخابية بطئا شديدا بسبب قيام مراقبين بالكشف على بطاقات التصويت بموجب قسائم للتأكد من عدم وجود تزوير، ما تسبب بطوابير طويلة في جميع أنحاء البلاد.
أما في خارج البلاد، أعلنت وزارة الخارجية أن عميلة تصويت أربعة ملايين ناخب حصلت من دون عقبات.