أزمة التعليم بالجديدة مع وجود أعداد من التلاميذ خارج أسوار المدارس

الدار البيضاء – مراسلة خاصة
يعيش قطاع التعليم بإقليم الجديدة هذه الأيام وضعية كارثية غير مسبوقة، في ظل سوء التدبير والتخطيط سواء على مستوى الموارد البشرية أو البنية التحتية للمؤسسات التعليمية. وقد فجرت هذه الأزمة موجة من الاحتقان في صفوف أولياء الأمور، الذين وجد العديد منهم أبناءهم محرومين من مقاعد دراسية رغم انطلاق الموسم الدراسي منذ أسابيع.
وحسب معطيات محلية، فإن أعدادا كبيرة من التلاميذ المنتقلين داخل الإقليم أو الوافدين عليه من مدن أخرى لم يتمكنوا بعد من إيجاد مقعد دراسي والولوج إلى حجرات الدراسة بدعوى الاكتظاظ، وهو ما جعل عددا من الأحياء بمدينة الجديدة، خاصة حي المطار وحي السلام وحي النجد والحي الصناعي ومناطق أخرى مجاورة مثل الحوزية ، تعيش حالة من القلق والاحتجاجات المتفرقة لأولياء التلاميذ المطالبين بضمان حق أبنائهم في التمدرس بضرورة اعتماد مبدأ قرب المؤسسة من مقر سكن الأسرة.
ولا يقف الأمر عند مدينة الجديدة فقط، بل تكاد الوضعية تكون على مستوى مجموعة من الجماعات الترابية مثل آزمور والبئر الجديد ومولاي عبد الله وأولاد غانم التي اضطرت الثانوية التأهيلية بها لاستقبال أكثر من 250 تلميذة وتلميذا كان من المنتظر أن تكون مقاعدهم الدراسية بمركز أحد أولاد عيسى غير أن تعثر أشغال البناء فرضت عليهم تحمل الانتقال الى جماعة أولاد غانم وتحمل المعاناة مع التنقل المتقطع لعدم وجود خطوط نقل مباشرة
ورغم طرق الأمهات والآباء جميع الأبواب، بما في ذلك إدارات المؤسسات التعليمية، إلا أنهم قوبلوا في بعض الحالات بالرفض وحتى بإغلاق الأبواب في وجوههم ، الأمر الذي زاد من حدة الاحتقان والسخط.
كما توجهت الأسر المتضررة إلى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالجديدة على أمل إيجاد حلول عاجلة، غير أن غياب المدير الإقليمي المتكرر عن مكتبه وتذرع مصالح المديرية بالتماطل الإداري، ساهم في تضييع الوقت دون تقديم أي حلول ملموسة.
وفي الوقت الذي تواصل الحكومة والوزارة الوصية مجهوداتهما الوطنية لمحاربة ظاهرتي الهدر المدرسي والاكتظاظ داخل الأقسام، فإن سوء التدبير والتسيير وتعثر مشاريع البناء بإقليم الجديدة ينسف هذه الجهود، ويحلق خارج السرب، ليترك مستقبل عدد لا يستهان به من التلاميذ في مهب الضياع.
وفي الوقت الذي ظل المسؤول الإقليمي يلتزم الصمت خلال خرجاته الإعلامية الأخيرة و عدم ذكره لهذا المشكل، فإن المعنيين يعتبرون أن هذا الموقف يعكس غياب إرادة حقيقية لإيجاد حل جذري لهذا الملف الذي يهدد عددا كبيرا من التلاميذ بالهدر المدرسي وضياع السنة الدراسية كاملة، في تناقض صارخ مع الحق الدستوري في التعليم الذي يكفله القانون المغربي وكافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
أمام هذا الوضع، يطالب أولياء الأمور بتدخل عاجل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء – سطات، ومعها الوزارة الوصية، قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه وضمان حق أبنائهم في مقاعد دراسية داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم.
وتجدر الإشارة إلى أن إقليم الجديدة يعاني منذ سنوات من خصاص مهول في المؤسسات التعليمية، خصوصا على مستوى الثانويات الإعدادية والتأهيلية والمدارس الابتدائية، ما يجعل أزمة هذا الموسم مؤشرا خطيرا على هشاشة المنظومة التربوية محليا، في غياب استراتيجيات استباقية تراعي النمو الديمغرافي والحاجيات المتزايدة للأسر.