أخبار وطنيةالتعليم

تصريحات حول “المدرسة الرائدة” تخلق غليانا وتثير جدلا واسعا

كان لتصريحات منسوبة إلى مسؤولة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة وقع انتشار النار في الهشيم وقت الحر الشديد ، حيث تم اعتبار عبارة ” تلميذ واحد من مؤسسات الرائدة يعادل مستواه 80 تلميذا من مدارس أخرى غير رائدة” على أنها عبارة مسيئة الى الشأن التعليمي الذي يتلمس خطاه نحو الإصلاح والجودة، وحركت العبارة زوبعة إعصار من الانتقادات اللاذعة والتعليقات الساخرة التي تستهجن التوصيف.

لقد قدر لهذا التصريح أن ينتشرعلى نطاق واسع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وقدر له أن يخلق ضجة وجدلا واسعا ، إذ ذهب البعض إلى اعتباره يشكل إساءة للمنظومة التربوية في حق برنامج جربته الوزارة الوصية وتعمل حاليا على تعميمه في جميع المؤسسات التعليمية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي ، وذهب آخرون إلى كونه تمييزي وغير منصف في حق شريحة عريضة من تلاميذ الشعب الذين ينتمون الى مدارس لم تحظ بعد بشرف الانتماء الى مجموعة المدارس الرائدة، وآخرون رأوا فيه تصريحا يضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص الذي ينص عليه دستور المملكة ويتناقض مع التوجهات الإصلاحية الكبرى التي يراهن عليها المغرب في قطاع التربية والتكوين، وتناولها البعض الآخر على أنها نظرة طبقية داخل المنظومة التعليمية لا تخدم بأي حال من الأحوال الجهود التي تبذلها الحكومة من خلال الوزارة الوصية لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بين مختلف المؤسسات

وانتقل مضمون التصريح والجدل حوله إلى قبة البرلمان حيث وجهت برلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة -الحزب المشكل لثالوث الحكومة- سؤالا شفويا لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول الموضوع، مطالبة إياه بكشف الإجراءات التي ستتخذها الوزارة من أجل تعزيز منسوب الإنصاف المدرسي وضمان مبدأ المساواة بين جميع التلاميذ، وفي منأى عن كل ما من شأنه أن يشكل تمييزا مجحفا أو مقارنات غير بناءة تضم في ثناياها بذور يأس وإحباط، ومقابل ذلك طالب فاعلون آخرون بضرورة توضيح السياق الذي وردت فيه تلك التصريحات، حتى لا تمس التأويلات الخاطئة بصورة المدرسة العمومية والجهود الحثيثة للإصلاح.

ويأمل المغاربة في أن يستجيب الموسم الدراسي الحالي لتطلعاتهم وانتظارتهم، وفي أن يتم ضمان تكافؤ الفرص بين جميع مرتادي المؤسسة التعليمية العمومية دون أي استثناء، رغم الظروف المعيشية التي يقضم أركانها وهوامشها غلاء الأسعار وسنوات الجفاف المتتالية والإكراهات المتنوعة التي تعاني منها على وجه الخصوص ساكنة العالم القروي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى