أحداث عين حرودة…ارتفاع حصيلة مواجهات بين مهاجرين سودانيين واستنغار السلطات بالمحمدية

شهدت منطقة عين حرودة بإقليم المحمدية، في الساعات الأولى من فجر الأحد 31 غشت 2025، مواجهات عنيفة بين مهاجرين غير نظاميين من جنسية سودانية، أسفرت عن مصرع شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم ثلاثة في حالة صحية حرجة، وفق ما أفادت به مصادر حقوقية.
وحسب المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، فإن الأحداث اندلعت بجوار مشروع “جنان زناتة”، نتيجة خلافات ذات طابع قبلي وسياسي بين المهاجرين أنفسهم، مؤكدة أن لا علاقة للمواطنين المغاربة بهذه المواجهات لا من قريب ولا من بعيد.
المنظمة أثنت، في بيان لها، على ما وصفته بـ”التدخل الحكيم والمتزن” للقوات العمومية التي حضرت بكثافة إلى عين المكان، مشيرة إلى أن التدخل تم دون اللجوء إلى القوة أو العنف، حفاظا على النظام العام وضمانا لسلامة الجميع.
كما تابعت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، ممثلة في وكيلة الملك الأستاذة رابحة فتح النور ونوابها، عن كثب جميع تفاصيل هذه القضية.
وعلى خلفية هذه الأحداث، ترأس عامل عمالة المحمدية، عادل المالكي، اجتماعا أمنيا استعجاليا بمقر العمالة، بحضور مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، من بينهم القائد الجهوي للدرك الملكي بجهة الدار البيضاء، القائد الإقليمي للقوات المساعدة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، إلى جانب باشا عين حرودة ورؤساء المراكز الترابية للدرك الملكي.
وشدد العامل، خلال الاجتماع، على ضرورة اعتماد مقاربة حقوقية في التعامل مع هذه الوضعية، توازن بين الحفاظ على الأمن والنظام العام وصون الكرامة الإنسانية للمهاجرين.
المنظمة الحقوقية أعربت عن أسفها لتحول الخلافات بين مهاجرين سودانيين إلى أعمال عنف دامية فوق التراب المغربي، معتبرة أن ذلك يشكل خطرا على السلم الاجتماعي، ومؤكدة أن المغرب يحتضن هؤلاء المهاجرين بدافع إنساني.
كما دعت السلطات إلى فتح تحقيق عاجل والاستماع إلى جميع المهاجرين السودانيين المتواجدين بالمنطقة خلال فترة النزاع، وتحميل المسؤولية القانونية لكل من ثبت تورطه في هذه الاعتداءات.
وختم البيان بالتأكيد على أن عملية إخلاء المهاجرين غير النظاميين من عين المكان تمت بشكل منظم، ودون تسجيل أي انفلات أمني، حفاظا على سلامتهم وسلامة ساكنة عين حرودة.