أخبار وطنية

ما الذي حققه موسم مولاي عبد الله للجماعة؟

أسدل موسم مولاي عبد الله أمغار ستاره بعد عشرة أيام من الفروسية نهارا والاحتفالات الصاخبة ليلا. أضواء المنصات انطفأت، الوفود والزوار غادروا، وبقيت الساكنة في مواجهة واقع مألوف: أزقة غارقة في الغبار، أكوام من النفايات متناثرة، وطرقات مهترئة كما كانت قبل بداية الموسم.

في التجارب العالمية، تتحول المهرجانات إلى استثمارات كبرى. كرنفال ريو دي جانيرو بالبرازيل يدر مليارات الدولارات ويخلق آلاف فرص الشغل، مهرجان قرطاج بتونس أضحى واجهة ثقافية وسياحية عالمية، أما مهرجان جرش بالأردن فصار رافعة اقتصادية وحضارية للمنطقة.

لكن عندنا، ما يزال الموسم مرادفا للاستهلاك أكثر من كونه أداة للتنمية. ملايين الدراهم تصرف على أجور الفنانين، تجهيز المنصات، الإنارة، الأمن، والإقامة، بينما تغيب المشاريع الأساسية عن جدول الأولويات: لا مستشفى مجهز يستجيب لحاجيات السكان، لا برامج مهيكلة للشباب، لا بنية تحتية حديثة، ولا رؤية واضحة تجعل من الموسم مدخلا لتنمية مستدامة.

ورغم ذلك، يقدم الحدث في كل دورة كـ”إنجاز سياسي” وورقة للتفاخر، بدل أن يكون مشروعا مجتمعيا يحقق التوازن بين البعد الثقافي والعائد الاقتصادي والاستشراف التنموي.

إن تحويل موسم مولاي عبد الله إلى رافعة حقيقية يتطلب مقاربة جديدة من خلال تخصيص جزء من العائدات لتمويل مشاريع الصحة والتعليم والبنية التحتية، وإشراك الساكنة في القرار، بدل حصر الموسم في مقاربة فلكلورية، و أيضا ربط الفروسية والفن ببرامج اقتصادية واجتماعية طويلة المدى، مع منح إمكانية تنظيمه لإحدى جمعيات المجتمع المدني حتى لا يكون ورقة انتخابية 

إلى أن يتحقق ذلك، سيظل السؤال مفتوحا: هل نريد موسما يستهلكنا كل عام… أم موسما ينمي المنطقة و يشغل أبناءها ويرقى بواقعها ومستواها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى