في الوقت التي تحتاج فيه طنجة لمسؤوليها.. العمدة في عطلة فاخرة بجزيرة مايوركا

في المدن التي تواجه ضغوطا متزايدة خلال مواسم الذروة، يصبح الحضور الميداني للمسؤولين المحليين عاملا حاسما في ضمان سير المرافق وحل الإشكالات الطارئة، لذا فعندما يختار من بيده زمام الأمور الابتعاد في لحظة دقيقة، يطفو على السطح سؤال جوهري حول من يدير دفة، وكيف تتخذ القرارات في غيابه.
هذه الإشكالية برزت بحدة في طنجة مؤخرا، بعد أن غاب عمدة المدينة، منير ليموري، في وقت تشهد فيه عاصمة الشمال تحديات متراكمة على أكثر من صعيد.
مصادر متطابقة كشفت أن ليموري شد الرحال إلى جزيرة مايوركا الإسبانية رفقة أسرته لقضاء عطلة خاصة، حيث حظي باستقبال من طرف عمدة بلدية بالما دي مايوركا، تخللته مأدبة على متن يخت فاخر. ورغم أن السفر في حد ذاته ليس أمرا استثنائيا، فإن توقيته أثار استغرابا واسعا، لكونه تزامن مع ظروف محلية استثنائية، أبرزها التواجد الملكي في مدن الشمال واستقبال طنجة لشخصيات ووفود رفيعة المستوى، إلى جانب تراكم مشاكل المدينة في النظافة وتنظيم السير وتعثر بعض المشاريع الحضرية.
بالنسبة للعديد من المتابعين، يعكس هذا الغياب ثغرة في إدارة الأزمات المحلية، إذ أن وجود المسؤول الأول في الميدان لا يقتصر على الحضور الشكلي، بل يشكل ركيزة أساسية في التنسيق بين المصالح المختلفة وتسريع الاستجابة للمشاكل الطارئة.
ويشير محللون إلى أن العمل الجماعي في المغرب يظل بحاجة إلى ترسيخ ثقافة سياسية تعلي من شأن الواجب العمومي وتضع المصلحة العامة فوق أي اعتبارات شخصية.
لكن ما حدث في طنجة يعيد طرح سؤال أعمق هل نحن فعلا بحاجة إلى مسؤول إذا كان حضوره أو غيابه لا يغير في واقع الأزمات شيئًا؟ أم أن جوهر المشكلة يكمن في غياب منظومة تدبير فعالة تضمن استمرارية العمل وتقدم حلولا حقيقية بغض النظر عن الأشخاص؟.
فالمدن لا تبنى على أسماء المناصب، حسب متابعين، بل على مؤسسات قادرة على إدارة شؤونها مهما تبدلت الوجوه، لهذا استمتع سيدي العمدة بعطلتك، فلطنجة أهلها والغيورين عليها…