مقاهي الشيشة بطنجة.. أوكار تتحدى القانون وتستدرج القاصرين إلى عالم المخدرات

تحولت بعض مقاهي الشيشة بمدينة طنجة، خلال السنوات الأخيرة، إلى فضاءات مشبوهة تمارس أنشطة غير قانونية تحت غطاء الترخيص السياحي أو صفة “مطاعم ومقاهي”، بينما تنخرط في الواقع في سلوكيات تمس بالصحة العامة، وتستهدف فئة حساسة من المجتمع، على رأسها القاصرين.
ففي عدد من مناطق الحيوية، خاصة بالقرب من مركب الربيع وواجهة كورنيش طنجة، إضافة إلى فضاءات مقابلة لشاطئ المدينة، تستمر هذه المقاهي في استقبال الزبائن إلى ساعات متأخرة من الليل، في خرق صارخ للقرار الولائي المنظم لمواقيت إغلاق المحلات العمومية.
الأخطر من ذلك، أن سيارات خاصة، ومن اجل الوصول إلى أحد فضاءات الموجودة قبالة الشاطئ، تركن في مكان يفترض أن يكون مغلقا أمام حركة المركبات، وهو ما يعكس حالة التسيب التي تطبع نشاط هذه المحلات.
ووفق شهادات متطابقة ومعاينات ميدانية، فإن بعض هذه المقاهي لا تكتفي بتقديم الشيشة، بل توفر مواد مخدرة تروج داخلها بشكل سري، من أبرزها ما يعرف بـ”البالونات” أو النفاخات، وهي عبوات تحتوي على أكسيد النيتروس، تستعمل كمخدر يسبب اضطرابات مؤقتة في الوعي ويشكل تهديدا مباشرا على الصحة الجسدية والعقلية للمستهلكين، خاصة في صفوف المراهقين.
وقد تمت معاينة عدة حالات مغادرة زبائن، ضمنهم قاصرون، لهذه المقاهي في وضعيات غير طبيعية خلال الساعات الأولى من الصباح، ما يشير إلى خطورة ما يستهلك داخلها، ويطرح علامات استفهام حول دور الجهات الرقابية في حماية الأمن الصحي والاجتماعي للساكنة.
ورغم تدخل السلطات المحلية في مناسبات سابقة، وإغلاق بعض هذه المحلات بعد تسجيل مخالفات جسيمة، فإن الغريب في الأمر أن العديد منها يعود إلى نشاطه بشكل سريع، إما عبر إعادة فتح الأبواب بطرق ملتوية، أو من خلال تغيير الاسم التجاري دون تغيير الممارسات.
هذا الوضع أثار استياء عدد من الهيئات الحقوقية والجمعوية، التي طالبت بتشديد الرقابة على هذه الفضاءات، وتفعيل آليات الزجر ضد المخالفين، ليس فقط من خلال الإغلاق المؤقت، بل بمباشرة مساطر قانونية واضحة تضع حدا لهذا الاستهتار بالقانون، حماية للناشئة وصونا للفضاء العمومي من التحول إلى بؤر للانحراف والتسيب.
ويجمع المتابعون أن الصمت إزاء هذا الوضع لا يمكن إلا أن يفاقم الظاهرة، ويُفقد الثقة في جدية تطبيق القانون، في وقت تسعى فيه مدينة طنجة إلى تعزيز صورتها كوجهة اقتصادية وسياحية راقية.