أخبار وطنية

العرش والبيعة والصحراء وعهد الوفاء ومسار التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية

متابعة : نورالدين لماع

على امتداد قرون من الزمن، ظلّت البيعة التي يقدّمها أبناء الصحراء المغربية لملوك الدولة العلوية الشريفة تجسيدًا متجذّرًا لعلاقة ولاء ووفاء لا تنفصم عراها، علاقة تقوم على رابطة متينة بين العرش والشعب، أساسها الإيمان الراسخ بوحدة الوطن وعمق انتماء الصحراء لثوابت المملكة المغربية.
فمنذ عهد السلطان مولاي يوسف، مرورًا بالمجاهد الأكبر محمد الخامس طيّب الله ثراه، إلى العهد الميمون للملك الراحل الحسن الثاني باني الوحدة الترابية، حرص الصحراويون على تجديد بيعتهم للعرش، والوقوف سدًّا منيعًا في وجه الاستعمار، مسطّرين مع أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ملاحم خالدة في مسيرة التحرر والبناء، كان أبرزها ملحمة المسيرة الخضراء التي أعادت الصحراء إلى حضن الوطن الأم.
واليوم، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، تتجدد البيعة في كل ذكرى لعيد العرش المجيد، ليس فقط كتعبير عن الوفاء والإخلاص، بل كعهد متجدد على مواصلة مسار التنمية والوحدة الوطنية. فقد جعل جلالته من الأقاليم الجنوبية ورشًا استراتيجيًا مفتوحًا للنهوض بالبنيات التحتية، وتحقيق العدالة المجالية، وتعزيز المكانة الاقتصادية للصحراء المغربية كبوابة للتعاون الإفريقي والإقليمي.

دينامية تنموية شاملة :
تشهد جهتا العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب نهضة تنموية غير مسبوقة، تُرجمَت إلى مشاريع كبرى في مجالات الطرق والموانئ والطاقات المتجددة، وتطوير المرافق الرياضية والثقافية، والنهوض بالتعليم والصحة. فقد أصبحت الداخلة قطبًا اقتصاديًا واعدًا بفضل مشاريع مينائية وصناعية رائدة، فيما تحولت العيون إلى مدينة عصرية مزدهرة تحتضن بنية تحتية حديثة ومشاريع رياضية وشبابية تعكس رؤية ملكية تجعل المواطن في قلب التنمية.

انتصارات دبلوماسية متواصلة :
على الصعيد الدولي، تترسخ مغربية الصحراء يومًا بعد يوم، حيث فتحت أكثر من ثلاثين دولة شقيقة وصديقة قنصليات عامة في العيون والداخلة، وأعلنت قوى كبرى دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والعادل لهذا النزاع المفتعل. وهو ما يشكل انتصارًا دبلوماسيًا يؤكد عدالة القضية الوطنية ومصداقية المقاربة المغربية في إطار الشرعية الدولية.

عهد متجدد بين العرش والشعب :
إن البيعة التي يجددها أبناء الصحراء للعرش العلوي ليست مجرد طقس بروتوكولي، بل هي تعاقد تاريخي وروحي، يعبر عن تلاحم أبدي بين الملك والشعب، ويؤكد أن الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من الوطن الأم، حاضرًا ومستقبلاً. كما يجسد هذا التلاحم إرادة جماعية للمضي قدمًا في مسيرة التنمية والوحدة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الصحراء المغربية عنوانًا للوفاء، وفضاءً للمجد الوطني، ونموذجًا للتنمية المستدامة والاندماج الإفريقي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى