رئيس الجزائر تبون وتضخيم الاعترافات بـ جمهورية تندوف : بين الحقيقة والدعاية

متابعة : نورالدين لماع
في حوار صحفي حديث، صرّح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن نصف دول الاتحاد الإفريقي تعترف بالجمهورية الصحراوية ، مضيفًا أن خمسين دولة حول العالم ما تزال تحتفظ بعلاقات مع ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”. تصريح أثار الانتباه، لكنه لا ينسجم مع واقع المشهد الدبلوماسي الراهن، بل يعكس تمادياً في تسويق أرقام بعيدة عن الحقيقة.
– الواقع يكذّب الادعاء : فقط 27 دولة
بعيدًا عن الخطاب الدعائي، تشير المعطيات الرسمية والدبلوماسية إلى أن عدد الدول التي ما تزال تعترف بـ”جبهة البوليساريو” لا يتجاوز 27 دولة فقط، موزعة كالتالي:
– 15 دولة إفريقية من أصل 54 ذات سيادة :
1. الجزائر 🇩🇿
2. أنغولا 🇦🇴
3. تنزانيا 🇹🇿
4. موزمبيق 🇲🇿
5. نيجيريا 🇳🇬
6. بتسوانا 🇧🇼
7. إثيوبيا 🇪🇹
8. موريتانيا 🇲🇷
9. ليسوتو 🇱🇸
10. ناميبيا 🇳🇦
11. رواندا 🇷🇼
12. جنوب إفريقيا 🇿🇦
13. أوغندا 🇺🇬
14. زيمبابوي 🇿🇼
15. مالي 🇲🇱
– أمريكا اللاتينية (8 دول) :
1. بليز 🇧🇿
2. كوبا 🇨🇺
3. غيانا 🇬🇾
4. المكسيك 🇲🇽
5. نيكاراغوا 🇳🇮
6. ترينيداد وتوباغو 🇹🇹
7. فنزويلا 🇻🇪
8. الأوروغواي 🇺🇾
– آسيا (4 دول) :
1. كوريا الشمالية 🇰🇵
2. إيران 🇮🇷
3. سوريا 🇸🇾
4. تيمور الشرقية 🇹🇱
– التراجع مستمر… والمغرب يعزز حضوره الدبلوماسي :
من اللافت أن عددًا مهمًا من الدول التي سبق أن اعترفت بالكيان الانفصالي قد سحبت أو جمدت اعترافها رسميًا، خاصة في القارة الإفريقية. ويواكب هذا التراجع زخم دبلوماسي متزايد للمغرب، تُجسده افتتاح 28 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة، من بينها دول كانت سابقًا من أبرز المدافعين عن الطرح الانفصالي، كزامبيا ومالاوي وبوروندي.
– تبون… والأرقام خارج السياق :
تصريحات تبون الأخيرة تندرج ضمن نمط مألوف في الخطاب الرسمي الجزائري، والذي يعتمد على تضخيم الدعم المزعوم للبوليساريو، في محاولة لتغطية العزلة المتنامية التي تواجهها الجزائر إقليميًا ودوليًا، ليس فقط على صعيد ملف الصحراء المغربية، بل في علاقاتها مع محيطها المغاربي وشركائها الدوليين.
أما الزعم بأن نصف دول الاتحاد الإفريقي تعترف بالجمهورية الوهمية، فلا يستند إلى أي بيان رسمي أو وثيقة معتمدة، بل يتناقض مع الواقع الدبلوماسي الذي يُسجّل انسحابًا متزايدًا من هذا الاعتراف، وتأييدًا متصاعدًا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية.
– الواقع أقوى من الخطاب :
الاستمرار في الترويج لأرقام مغلوطة وخطابات متجاوزة لن يغيّر من الواقع شيئًا. فالمشروع الانفصالي يواجه انحسارًا متزايدًا، والدعم الدولي له يتآكل باطّراد، بينما يُواصل المغرب تحقيق نجاحات استراتيجية ودبلوماسية بارزة داخل القارة الإفريقية وخارجها.
ربما حان الوقت لأن تُراجع الجزائر أولوياتها، وتُوجه مواردها لحل مشاكلها الداخلية بدل الرهان على مشروع خاسر لم يعد يقنع حتى الرأي العام .