الجديدة تخسر إطارا بارزا في قطاع النظافة بعد ترقية مديرة “أرما” إلى منصب دولي

الجديدة – 12 يوليوز 2025
في تحول جديد ضمن مسلسل تدبير قطاع النظافة بمدينة الجديدة، غادرت المديرة السابقة لشركة “أرما” المفوض لها تدبير القطاع بهذه المدينة، منصبها بعد قرار ترقيتها لتولي مسؤولية إدارة فرع الشركة خارج المغرب، في خطوة أثارت أسف عدد من الفاعلين المدنيين الذين اعتبروها “خسارة حقيقية” لمدينة تعاني أصلا من اختلالات بنيوية في هذا المجال الحيوي.
فخلال الفترة القصيرة لتوليها المهام، استطاعت المديرة إحداث فرق ملموس من خلال إدخال معدات متطورة، وتحديث أسطول الشاحنات، واستبدال عدد كبير من الحاويات البلاستيكية المتضررة بأخرى حديدية ذات جودة عالية. لكن مقابل هذه الجهود، واجهت المديرة حملة من التشويش والتشكيك، قادتها بعض الصفحات الفايسبوكية وبعض أطراف إعلامية مشبوهة، وصفت من طرف مصادر محلية بأنها “مدفوعة من جهات تسعى لعرقلة الإصلاح”.
غير أن أصل المشكل، كما يراه عدد من المتابعين، لا يقتصر على الشركة أو ممثليها، بل يرتبط أساسًا بسوء تدبير المجلس الجماعي لمدينة الجديدة، الذي ظل غائبا عن المشهد، وعاجزا عن صياغة رؤية متكاملة لتدبير قطاع النظافة. المجلس لم يطلق أي حملات توعية لتحسيس الساكنة بخطورة رمي الأزبال في غير الأماكن المخصصة لها، ما زاد من تفاقم الظاهرة، خاصة بعد تسجيل انتشار واضح للنفايات على جنبات الطرق، وفي الأراضي غير المبنية.
وفي السياق ذاته، توجّه أصابع الاتهام أيضًا للسلطات المحلية التي لم تقم باللازم لمحاربة ظاهرة “البوعارة”، وهم الأشخاص الذين يعمدون إلى فتح الحاويات وسرقة أغطيتها وتشتيت محتوياتها في الشوارع، مما يفرغ الجهود المبذولة من مضمونها، ويشوه المنظر العام للمدينة.
من جهتها، عبرت فعاليات مدنية عن أسفها الشديد لتنقيل المديرة السابقة، مشيدة بحضورها الدائم وتفاعلها الميداني مع العمال والمواطنين، مؤكدة أنها كانت نموذجا نادرا في حسن التواصل والإشراف المباشر. واعتبر البعض أن ما تعرضت له من ضغوط يعد مؤشرا على مدى صعوبة العمل في بيئة تغيب فيها المساندة المؤسساتية، وتتفشى فيها التجاذبات السياسية الضيقة.
قرار شركة “أرما” بترقية المديرة جاء – حسب مصادر من داخل الشركة – كمكافأة على كفاءتها وإنجازاتها، لكنه في المقابل يسلط الضوء من جديد على الإشكالات المتراكمة بالمدينة، وعلى الحاجة الماسة لإرادة سياسية حقيقية تدفع نحو إصلاح جذري ومستدام لهذا القطاع.
ويأمل المواطنون اليوم أن لا تظل هذه الخسارة مجرد محطة عابرة، بل نقطة انطلاق لمساءلة المتدخلين الحقيقيين، ووضع حدّ لمسلسل التراخي الذي جعل من ملف النظافة بالجديدة عنوانا دائما للفوضى والارتجال.