رحيل “با التهامي مول الكَلة” وموسم مولاي عبد الله يفقد أحد أبرز رموزه الشعبية

الجديدة – أبو سالم
بمشاعر ملؤها الحزن والأسى، ودّع عشاق التبوريدة ومحبو موسم مولاي عبد الله واحدا من أبرز وجوهه الشعبية، وركيزة من ركائز ذاكرته الجماعية. يتعلق الأمر بالراحل الحاج التهامي الملقب بـ”با التهامي مول الكَلة”، الذي أسلم الروح إلى بارئها بعد مسيرة طويلة من الحضور المتميز والدعم الوجداني لعشاق الفروسية التقليدية.
ورغم أنه لم يكن فارسا يمتطي صهوة الجياد، ولا “مقدم” سربة يتزعم الصفوف، إلا أن حضوره كان دائما لافتا في كل موسم، صوته كان يتردد في فضاءات الميدان، تشجيعا، دعاء، وتحفيزا للفرسان. كان يحمل “الڭلة” كرمز متوارث يشعل به فتيل الحماس، ويحيي عبرها معاني النخوة والاعتزاز بالهوية الثقافية المغربية.
“با التهامي” لم يكن مجرد متفرج عادي، بل كان بمثابة ذاكرة حية للتبوريدة. يعرف أدق التفاصيل عن السربات، ألوان الخيول، أسماء المقدمين، وحتى نوعية البنادق المستخدمة. كان يتنقل بين الخيام والميادين، بكلماته الطيبة وروحه الخفيفة، يبعث الطمأنينة في النفوس، ويزيد من بهجة المناسبة.
برحيله، فقد موسم مولاي عبد الله هذا العام أحد أكثر شخصياته وفاء ومحبة، وفقدت الفروسية التقليدية أحد المساندين المخلصين الذين ظلوا أوفياء لها في صمت، دون أضواء أو ألقاب. وكان حضوره في الميدان بمثابة بركة معنوية تفيض على كل من عرفه أو سمع صوته.