تحالفات فاشلة.. النظام الجزائري يسير عكس منطق التاريخ والجغرافيا

متابعة : نورالدين لماع
في زمنٍ تتجه فيه الشعوب نحو الوحدة والتعاون، وتزداد فيه الحاجة إلى استقرار إقليمي يخدم مصالح الأوطان، لا يزال النظام الجزائري يغرد خارج السرب، غارقًا في تحالفات خاسرة، وسياسات عدائية، تقوده نحو عزلة متصاعدة وخسائر استراتيجية فادحة.
مقال وزير الخارجية البيروفي الأسبق، ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، المنشور في صحيفة Expreso بتاريخ 22 يونيو 2025، ليس مجرد رأي معزول، بل شهادة دولية من خبير محايد، تضع الأصبع على الجرح:
– الجزائر لم تتوقف يومًا عن التآمر ضد وحدة المغرب، مدفوعة بوهم قديم لبلوغ الأطلسي عبر الصحراء المغربية، فاختلقت كيانًا وهميًا لا وجود له في التاريخ ولا على الأرض، اسمه “البوليساريو”.
– التحالف مع نظام طهران، الذي يختنق داخليًا ويواجه عزلة دولية، لم يُنتج سوى مزيد من الخسائر، وتبعية لأنظمة تُغرق المنطقة في الطائفية والتوتر، وتستثمر في الفوضى بدل التنمية.
– في المقابل، اختار المغرب طريق الشرعية والمصداقية، ونجح في كسب الدعم الدولي الواسع لمقترح الحكم الذاتي في أقاليمه الجنوبية، وتحوّل إلى شريك موثوق للغرب، وقوة استقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
– أما الشعب الجزائري الشقيق، فقد بات أكثر وعيًا بأن المعركة الحقيقية ليست ضد الجيران، بل ضد الفساد، والتسلط، والسياسات التي تُهدر ثروات البلاد في مشاريع وهمية، وتحالفات عبثية.
– لقد صار واضحًا أن الجزائر أصبحت دولة بلا بوصلة، تبحث عن موطئ قدم في مشاريع ميتة، بينما تُهمل فرصًا حقيقية للتكامل الإقليمي، والتعاون من أجل المستقبل.
– حان الوقت لأن يتحرك المجتمع الدولي، لا لمجاملة الأنظمة، بل لحماية السلم والأمن، والوقوف ضد كل من يدعم الانفصال، أو يوظف الجماعات المسلحة كأدوات ابتزاز سياسي وأيديولوجي.
– إن المعركة من أجل السيادة ليست صواريخ وكلمات جوفاء، بل مشروع تنموي، ورؤية استباقية، وموقف عادل. وهذا ما يقدمه المغرب للعالم، بثقة وثبات، وبقيادة رشيدة تعرف أن منطق المستقبل أقوى من وهم الماضي .