الجديدة : حين يتشوّه منظر المدينة برمي الأزبال عند مداخل الحدائق والأماكن العمومية

بقلم : نورالدين لماع
لا شيء يبعث على الخجل أكثر من مشهد تراكم النفايات والمتلاشيات بمدينة الجديدة وهي تغرق في النفايات ، لا بسبب ضعف الإمكانيات ، بل نتيجة سلوكيات المواطنين، و اللامبالاة من طرف المجلس الذي وجب عليه القيام بحملات توعية .
في الأحياء كساحة عبد الكريم الخطابي وأمام قسم قضاء الأسرة وكذالك أمام مدرسة التريعي والمنصور الذهبي وأحياء بالسعادة وأمام كارلي وقسارية الريف وسط المدينة ، لا تحتاج إلى مجهر كي تلاحظ أن شيئا ما لم يعد على ما يرام : نفايات متناثرة، روائح كريهة، وساكنة تمشي بخطى معتادة وكأن الأمر لا يعنيها، كل ذلك نتيجة سلوكيات المواطنين الذي يخرجون الأزبال في شتى اوقات و مباشرة بعد مرور شاحنات النظافة.كما أن قيام البعض ” بوعارة” بعملية التفتيش لهذه الأزبال بحثا عن ما يعاد بيعه تاركين الأزبال متشتتة في الشارع .
هنا يرجع الحديث عن ضعف الوعي السكاني، إذ لم يعد كافيا لتبرير فوضى النظافة . متى صار رمي قارورة ماء فارغة أو كيس بلاستيكي فعلا عاديا ؟ متى تقبلنا أن يتحول الفضاء العمومي إلى مكب جماعي نرتاده جميعًا ؟
من جهة أخرى ، لا يمكن إعفاء المنتخبين من مسؤوليتهم ، وهم من يفترض أن تيخططوا، ويواكبوا، ويحاسِبوا غياب سلات القمامة ، ندرة حملات التوعية، وغياب مقاربة تشاركية تشعر المواطن بأنه جزء من الحل… كلها مؤشرات على خلل تدبيري لا يقلّ عن الخلل السلوكي.
نظافة الفضاء العام ليست رفاهًا حضريا ، بل مرآة تعكس نضج مجتمع بأكمله . وما لم نحول الغضب الصامت إلى مبادرات ملموسة ، سيظل هذا المشهد يتكرر ، وتظل البيئة تصرخ بلا صوت.
ربما حان الوقت كي نفكر : كيف ن~صالح الشارع مع نفسه؟ كيف نغرس في أطفالنا أن قطعة ورق واحدة قد تكون أول خطوة نحو مدينة أفضل؟ لا نحتاج إلى ثورة بيئية، بل إلى ضمير حي … يبدأ من أبسط سلوك .