رياضة

شائعة موسمية بلا أساس: لماذا لن تفتح beIN SPORTS قنواتها المشفرة بعد تتويج باريس سان جيرمان؟

مع كل موسم كروي يشهد تتويج أحد الأندية الكبرى، تعود إلى الواجهة شائعة قديمة تروّج لفتح قنوات شبكة beIN SPORTS المشفرة مجانا للجمهور العربي، وهذه المرة عقب تتويج نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. غير أن التحليل الواقعي والمعطيات الاقتصادية والتجارية تجعل من هذه الشائعة مجرد وهم يتكرر دون أي سند موثوق.

تستند شبكة beIN SPORTS، التي تعد واحدة من أكبر شبكات البث الرياضي في العالم العربي، إلى نموذج اقتصادي قائم على الاشتراكات المدفوعة. ويشكل هذا النموذج العمود الفقري لعائداتها، التي تستخدم لتأمين حقوق البث الحصرية لأكبر البطولات الرياضية العالمية، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، كأس العالم، وغيرها.

فتح القنوات المشفرة مجانا، ولو لفترة قصيرة، يعني تكبد خسائر بملايين الدولارات، فضلا عن الإضرار بثقة المشتركين الذين يدفعون مبالغ معتبرة مقابل خدمات الشبكة. وهو ما يجعل من هذه الخطوة غير منطقية من الناحية التجارية، ولا تتماشى مع السياسات الصارمة التي تتبعها beIN للحفاظ على حقوقها ومكانتها في السوق.

صحيح أن ناصر الخليفي، رجل الأعمال القطري، يرأس مجلس إدارة نادي باريس سان جيرمان، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس إدارة مجموعة beIN الإعلامية، إلا أن الربط بين المنصبين لا يعني وجود ارتباط مباشر أو إداري بين النادي الباريسي وشبكة البث.

فمن الناحية القانونية والتجارية، يعتبر كل من نادي باريس سان جيرمان وbeIN SPORTS كيانين مستقلين تماما، لكل منهما إدارته، وهيكليته التمويلية، واستراتيجيته الخاصة. وبالتالي، فإن تتويج فريق كرة قدم لا يمكن أن ينعكس تلقائيا على سياسات شبكة إعلامية ذات طابع تجاري دولي.

لا تزال هذه الشائعة تجد رواجا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما بين فئات تبحث عن متابعة البطولات دون تكلفة. لكنها تفتقد دائما إلى المصدر الرسمي أو البيان المؤكد من قبل beIN SPORTS.

وفي كل مرة تنتشر فيها، تبادر الشبكة إما بنفيها أو تجاهلها بالكامل، اعتمادا على مبدأ أن التكرار لا يصنع الحقيقة، وأن سياسات البث وفتح القنوات تخضع لاعتبارات تجارية صرفة، وليس لنتائج مباريات كرة القدم، مهما كانت رمزية.

في عالم الإعلام الرياضي، الربح والخسارة هما المحددان لأي قرار. والشائعات، وإن بدت مغرية للبعض، تبقى خارج سياق الواقع الاقتصادي. وعليه، فإن الرهان على فتح قنوات beIN SPORTS المشفرة بعد تتويج ناد فرنسي، يبقى مجرد حلم موسمي يعاد إنتاجه دون أساس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى