حكم بشهرين في حق معتدي على الشيخة خديجة يثير الغضب وسط التواصل الاجتماعي

متابعة : نورالدين لماع
فضيحة الحكم بشهرين وغرامة 3000 درهم على المعتدي على الشيخة خديجة اثار غضب مستعملي التواصل الاجتماعي والذي تسبب لها في عاهة مستديمة .
فالفيديو الذي خرجت من خلاله مستغيثة في الشارع العام أمام المحكمة، انتشر انتشارا واسعا وزلزل وسائل التواصل الاجتماعي ، والكل استغرب للتساهل مع المعتدي وتعاطف المحكمة معه عبر هذا الحكم المخفف جدا .
الكل يتحدث عن هذه القضية التي أصبحت قضية الرأي العام وحديث الساعة بامتياز ؛ وبدون منازع بعد حكم محكمة مشرع بلقصيري الابتدائية بهذا الحكم الذي صدم المعتدى عليها الشيخة خديجة ؛ والتي كانت تتوقع رد الاعتبار لها بحكم يشفي غليلها وينتقم لها من المعتدي .
جدير بالذكر أن فيديو الاعتداء وصل لكل المغاربة تقريبا واستنكروه جملة وتفصيلا وتعاطفوا بشكل كبير مع الشيخة خديجة ضحية الاعتداء ، والتي اعتدي عليها بقارورة زجاج مكسرة فتحت وجهها من من الجانبين الايمن والايسر .
الأدهى والأمر أن نفس الحكم انتشر مؤخرا وصار عرفا متداولا في المحاكم المغربية فقد سبقته أحكام أخرى بنفس المدة على معتدين بنفس نوع الاعتداء الأخير وهذا للأسف يجعل من هذا النوع من الاعتداءات روتينيا وقابلا للإعادة .
كيف لا وكل منا له خصم لدود لن يتوانى عن الاعتداء عليه عبر تشويه وجهه بشفرة حلاقة أو بسكين ، وسيكون جاهزا حينها لقضاء شهرين في السجن أو حتى أكثر ، سيما وأنه قد انتقم من عدوه وتسبب له في عقدة مدى الحياة ، عقدة تمنعه من مواجهة المجتمع ، تحرمه من الشغل مع أي كان ، تجعله مثار شبهة أينما حل وارتحل .
الحكم الأخير على سبيل المثال لا الحصر وقبله الأحكام السابقة في قضايا مماثلة يجب إعادة النظر فيها لكونها غير منصفة للمعتدى عليها وليست بالعقوبة المستحقة في حق المعتدي .
هذه الأحكام تشجع على تفشي هذا النوع من الإجرام وقد تأتي على الاخضر واليابس وتتسبب لنا في أزمة كبرى وقد تصبح روتينا يوميا مألوفا عندنا إذا استمر الحال على ما هو عليه .
كيف تحكم المحاكم بخمس سنوات وأكثر على من ضبط وفي حوزته سكين ، وفي نفس الوقت تحكم على من اعتدى بسكين على شخص في اغلى منطقة لديه والمنطقة التي كرمها الله وهي الوجه .
يجب وضع حد لهذا النزيف وإعادة النظر في الأحكام الأخيرة لتكون في مستوى الجريمة المقترفة وتكون متناسبة مع هذا الجرم المشهود الذي يستنكره الجميع ، وقد رأينا كيف تعاطف المغاربة عن بكرة أبيهم مع الضحايا السابقين لهذا النوع من الاعتداء ومن بينهم التلميذة المؤثرة .
قضية الشيخة خديجة استأثرت باهتمام الرأي العام الوطني وتعاطفوا معها بشكل كبير ، لكون الاعتداء تسبب لها في “88 غرزة” . لذلك ، لم يصدقوا لحد الآن ان المحكمة قضت بذلك الحكم فعلا ، سيما وأنهم شاهدوا فيديو الاعتداء عليها وحقدوا على المعتدي ، ودافعوا على الشيخة كما لو كانت من صلبهم .
يجب أن يتدخل رجال القانون حتى لا نصبح في قانون الغاب تتفشى ظاهرة شرع اليد ، أين الاجتهاد القضائي الذي كنا رائدين فيه وحقق قضاؤنا سبقا غير ما مرة بهذا الخصوص ، لا يمكن لهذا التسيب ان يستمر لأنه يهدد أمننا.