تجفيف الطحالب على أرصفة الطريق بمدينة الجديدة يثير الاستياء ويدق ناقوس الخطر

مراسلة خاصة من الجديدة
في مشهد يثير الكثير من التساؤل والاستياء، تحول رصيف شارع المدينة المنورة وسط مدينة الجديدة إلى فضاء لتجفيف كميات كبيرة من الطحالب البحرية، المعروفة محليا بـ”الربيعة”، في مشهد عبثي يكشف عن اختلالات واضحة في تدبير المجال الحضري بالمدينة.
الطحالب المفروشة بعشوائية على الرصيف، تحت أشعة الشمس الحارقة، لا تسيء فقط للمنظر العام للمدينة ذات الطابع السياحي، بل تشكل أيضا خرقا صارخا لحق الراجلين في استخدام الرصيف بأمان، كما تهدد الصحة العامة بسبب الروائح المنبعثة ومرور العربات بمحاذاة المكان.
ورغم أن لهذه الطحالب قيمة تجارية مهمة، إذ تستغل في صناعات عدة، فإن استغلال الملك العمومي بهذا الشكل يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور السلطات المحلية والمجلس الجماعي في تنظيم هذا النوع من الأنشطة. إذ لا يعقل أن تُترك الفضاءات العمومية، المعدة أساسا لخدمة المواطنين، لتستعمل كمجال لتخزين وتجفيف المواد، دون رقابة أو توجيه.
غياب البدائل المنظمة والمخصصة لتجفيف الطحالب يعكس تقصيرًا واضحا في التخطيط الحضري، ويدعو إلى تدخل فوري من الجهات المعنية، سواء من خلال تحرير الأرصفة من هذه الممارسات أو بتخصيص فضاءات صناعية أو شبه صناعية تتوفر على شروط السلامة والنظافة لممارسة هذا النشاط الموسمي.
مدينة الجديدة، التي تحمل إرثا تاريخيا وثقافيا غنيا، وتعد من أبرز الوجهات السياحية على الساحل المغربي، تستحق عناية خاصة في تسيير شؤونها اليومية، بما يضمن توازنا بين الأنشطة الاقتصادية واحترام الفضاء العام وكرامة المواطن.
ويظل السؤال مطروحا: إلى متى سيستمر هذا الصمت الرسمي أمام مظاهر الفوضى التي تشوه صورة المدينة وتقوض جودة الحياة بها؟