أخبار دولية

اتفاق سري بين الجزائر وإيران لزعزعة أمن الساحل وشمال إفريقيا   

متابعة : نورالدين لماع 

كشفت صحيفة “Sahel Intelligence”، المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الإفريقية، عن وجود اتفاق سري بين الجزائر وإيران يهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، عبر دعم جماعات مسلحة وشن حرب غير مباشرة على النفوذ الغربي، خاصة فرنسا والولايات المتحدة.

ويُعد هذا التحالف تحولاً استراتيجياً خطيراً في التوازنات الجيوسياسية بالمنطقة، حسبما ورد في تحقيق استقصائي موسع استند إلى شهادات مسؤولين أمميين وتقارير استخباراتية وصور أقمار صناعية.

تحول جذري في العقيدة العسكرية الجزائرية :  

يشير التحقيق إلى أن الجيش الجزائري يشهد تحولات جذرية في عقيدته العسكرية، منتقلاً من نهج دفاعي تقليدي إلى استراتيجية هجينة ترتكز على الحروب غير المتكافئة عبر دعم وكلاء مسلحين في دول الجوار.

وأكد ضابط ارتباط تابع للأمم المتحدة أن هذه الاستراتيجية تمثل “أحد أبرز التحولات داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية منذ عقود”، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصدير الأزمات إلى مناطق تعاني أصلاً من هشاشة أمنية.

تعزيز الوجود الإيراني في عمق الساحل :  

وفقاً لما أورده التحقيق، يسمح الاتفاق بين الجزائر وإيران لطهران بتوسيع نفوذها العسكري والاستخباراتي في العمق الإفريقي، لا سيما من خلال تسليم أسلحة متطورة وطائرات مسيرة لجماعات متطرفة تنشط في عام شمال مالي، أبرزها “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” وبعض الفصائل الأزوادية.

وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تحركات لمقاتلين على مقربة من الحدود الجزائرية، وسط غياب أي تدخل من الجيش الجزائري، ما يعزز فرضية وجود تنسيق ميداني محكم بين الطرفين.

وجود مباشر لعناصر الباسدران داخل القواعد الجزائرية :  

منذ عام 2021، شهد التعاون بين الجيش الجزائري والحرس الثوري الإيراني (الباسدران) تصعيداً غير مسبوق، تمثل في وجود عناصر إيرانية داخل قواعد عسكرية جزائرية جنوب البلاد، لاسيما في تمنراست وبرج باجي مختار، وهي نقاط استراتيجية تطل على المثلث الحدودي الحساس بين الجزائر ومالي والنيجر.

ويرى خبراء أن هذا الوجود العسكري المشترك يفتح المجال أمام إيران لتأسيس موطئ قدم مستدام في القارة الإفريقية.

 تحالف عسكري بأبعاد أيديولوجية : 

لا يقتصر هذا التحالف على البعد العسكري فقط، بل يحمل أيضاً أبعاداً أيديولوجية، حيث تسعى إيران إلى ترسيخ نفوذها الشيعي في القارة السنية، بينما تستخدم الجزائر هذه الشراكة كأداة جيوسياسية لإضعاف خصومها، وعلى رأسهم المغرب وفرنسا.

ويرى المحللون أن هذا التحالف يخدم أهداف الطرفين في إعادة رسم خارطة النفوذ في الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا على حساب الأمن والاستقرار.

تهديد مباشر لاستقرار المنطقة :  

حذّر خبراء أمنيون من أن هذا التحالف يمثل تهديداً مباشراً لأمن الساحل والمغرب العربي، وقد يؤدي إلى تعزيز قوة الجماعات الإرهابية والانفصالية، وإعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة.

وأكد التحقيق أن ما يجري يرسم ملامح مرحلة إقليمية جديدة محفوفة بالمخاطر، ستكون لها تداعيات أمنية وجيوسياسية عميقة خلال السنوات المقبلة، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من الأطراف الدولية المعنية بأمن الساحل وشمال إفريقيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى