تصاعد العنف داخل المؤسسات التعليمية يدفع بمنظمة حقوقية الى دق ناقوس الخطر

مراسلة من الدشيرة الجهادية، 16 أبريل 2025 —
في ظل توالي الاعتداءات الخطيرة على الأطر التربوية والإدارية بمختلف ربوع المملكة، أصدر المكتب الإقليمي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد بعمالة إنزكان أيت ملول بلاغا شديد اللهجة، عبر فيه عن قلقه العميق من تنامي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية، والتي باتت تهدد بشكل مباشر سلامة الأسرة التربوية واستقرار المنظومة التعليمية.
البلاغ أشار إلى “اعتداءات شنيعة” طالت أساتذة وأستاذات وأطرا إدارية، وتطورت في بعض الحالات إلى استعمال السلاح الأبيض وإحداث عاهات مستديمة، بل وحتى جرائم قتل، في مشاهد صادمة تهز كيان المدرسة العمومية.
المنظمة رأت في هذه الحوادث المتكررة، سواء في أرفود أو آسفي، أكادير، إنزكان، الخميسات والناظور، وغيرهم، ليس فقط انتهاكا لأشخاص، بل “اعتداءً صريحا على كرامة المدرسة العمومية، وعلى الحق في تعليم آمن ومحترم”.
في ردها على هذا الوضع، طالبت المنظمة الحقوقية بتفعيل صارم للمقتضيات الزجرية للقانون الجنائي في حق التلاميذ الجانحين، دون أي تهاون، كما أعلنت تضامنها المطلق مع ضحايا العنف المدرسي من كافة مكونات الجسم التربوي.
ودعت وزارة التربية الوطنية إلى اعتماد خطة وطنية استعجالية لمواجهة الظاهرة، تشمل إنشاء وحدات للاستماع والدعم النفسي داخل المؤسسات، إلى جانب تعزيز التواجد الأمني في محيط المدارس.
وختم البلاغ بالدعوة إلى انخراط واسع لكل مكونات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والإعلام، وجميع الفاعلين التربويين والاجتماعيين، من أجل إعادة الاعتبار لهيبة رجال ونساء التعليم، باعتبارهم “عماد مستقبل الوطن”.
المنظمة أكدت في ذات السياق أن الصمت أو التبرير تحت أي ذريعة لن يؤدي سوى إلى “مزيد من الفوضى والانحدار القيمي”، محذرة من تداعيات هذا الانفلات السلوكي على مستقبل الأجيال.