بنغلاديش على صفيح ساخن: رئيسة الوزراء تفر خارج البلاد وقائد الجيش يستعد لتشكيل حكومة انتقالية

تشهد بنغلاديش تطورات سياسية دراماتيكية بعد إعلان قائد الجيش وقر الزمان عزمه تشكيل حكومة انتقالية، في أعقاب استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ومغادرتها العاصمة دكا تحت ضغط الاحتجاجات العارمة.
في خطاب متلفز على التلفزيون الحكومي، أكد وقر الزمان، قائد الجيش البنغلادشي، أن الشيخة حسينة قدمت استقالتها وغادرت البلاد. وقال الزمان: “سنقوم بتشكيل حكومة انتقالية لضمان استقرار البلاد وإعادة الأمور إلى نصابها”.
وجاء هذا الإعلان بعدما أفاد مصدر مقرب من رئيسة الوزراء بأنها غادرت دكا على متن مروحية، وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تطالب باستقالتها.
صباح اليوم، اقتحم آلاف المحتجين البنغلادشيين مقر رئيسة الوزراء في دكا، في تصعيد لافت للتظاهرات التي اندلعت منذ أسابيع للمطالبة بإصلاحات سياسية ورحيل الحكومة الحالية. ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للشيخة حسينة وحكومتها، محملين إياها مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والفساد المستشري في البلاد.
وقد تصاعدت التوترات في بنغلاديش بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مع خروج مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء البلاد. وشهدت العاصمة دكا أعنف هذه الاحتجاجات، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن وقوع إصابات بين الطرفين.
في سياق متصل، دعا وقر الزمان في خطابه الشعب البنغلادشي إلى الهدوء وضبط النفس، مؤكدا أن الجيش سيتولى مهمة حفظ النظام العام وضمان سير الحياة اليومية بشكل طبيعي. وقال: “نحن ملتزمون بحماية حقوق المواطنين والعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة”.
ويرى مراقبون أن تشكيل حكومة انتقالية قد يكون خطوة ضرورية لتهدئة الأوضاع وإعادة الاستقرار إلى بنغلاديش، إلا أنهم يحذرون من أن هذه الخطوة قد تواجه تحديات كبيرة في ظل الانقسام السياسي الحاد والضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة.
تبقى الأوضاع في بنغلاديش غير مستقرة ومفتوحة على جميع الاحتمالات، في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية وتوجه الجيش نحو تشكيل حكومة انتقالية. وسيكون على القيادة الجديدة مواجهة تحديات كبيرة لإعادة الثقة والاستقرار إلى البلاد.