أخبار وطنيةالتعليم

تلميذ يعتدي على أطر تربوية وإدارية بثانوية القدس وموجة استنكار تضع المديرية الإقليمية أمام مسؤولياتها

شهدت ثانوية القدس التأهيلية بمدينة الجديدة حادثا خطيرا أعاد إلى الواجهة النقاش حول الظروف الأمنية داخل المؤسسات التعليمية بهذا الاقليم، بعدما تعرضت أطر إدارية وتربوية لاعتداء مباشر من طرف أحد التلاميذ، في واقعة أثارت قلقا واسعا داخل المجتمع التربوي والأسر على حد سواء.

وحسب ما ورد بأحد البيانات الصادرة عن نقابة تعليمية، فإن الأحداث تعود إلى يوم الاثنين 17 نونبر الجاري، حين أقدم أحد التلاميذ على ممارسات وصفت بالمستفزة داخل حرم المؤسسة، قبل أن تتطور إلى اعتداء لفظي وجسدي طال مدير المؤسسة والناظر والحارس العام أثناء تأدية مهامهم. 

ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، إذ تكررت السلوكات الخطيرة بعد أيام فقط، يوم الخميس 20 نونبر الجاري، عندما قام نفس التلميذ بعرقلة للسير العادي للمؤسسة و بتهديد الأطر التربوية والإدارية بالتصفية الجسدية، و أمام أنظار و مسمع عناصر الأمن المدرسي التي تدخلت بعد طلب من إدارة المؤسسة…

هذه الأحداث وضعت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالجديدة في مرمى الانتقادات، إذ اعتبر عدد من الفاعلين في القطاع أن المديرية لم تتفاعل بالسرعة والحزم المطلوبين، ولم تتخذ الإجراءات العملية الكفيلة بحماية العاملين داخل المؤسسة، رغم تزايد شكايات الأطر بشأن تنامي الاعتداءات وغياب شروط الأمن المدرسي.

وطالب متابعون للشأن التعليمي بتدخل فوري من المديرية الإقليمية بهدف إعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية وضمان سلامة العاملين بها، معتبرين أن تكرار مثل هذه الوقائع يشكل تهديدا مباشرا لهيبة المدرسة العمومية ويعكس خللا في تدبير ملف الحماية المدرسية.

ودعا مهتمون بالشأن التربوي إلى وضع خطة استعجالية تشمل تعزيز الحراسة، وضبط محيط المؤسسات، والتفاعل الجاد مع تقارير الأطر التربوية والإدارية التي تعلن مرارا عن شعورها بعدم الأمان أثناء أداء مهامها اليومية.

ويؤكد المتابعون أن استمرار صمت الجهات المسؤولة وعدم اتخاذ إجراءات صارمة سيشجع على تكرار مثل هذه الاعتداءات، ويفاقم الإحساس بانعدام الطمأنينة داخل الفضاءات التعليمية، في وقت تحتاج فيه المدرسة العمومية إلى دعم ومساندة لحماية دورها ورسالتها التربوية.

ويبقى الرهان اليوم، حسب أولياء أمور وتربويين، على المديرية الإقليمية من أجل تفعيل صلاحياتها القانونية والإدارية، واتخاذ خطوات عاجلة تضع حدا لهذا المسار الخطير، وتضمن للعاملين في الميدان التربوي ممارسة مهامهم في بيئة آمنة ومحترمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى