بمدارس الريادة تضييع إداري للزمن المدرسي

خاص
يشهد عدد من المؤسسات التعليمية المنخرطة في مشروع مدارس الريادة بمختلف المديريات الإقليمية حالة من الارتباك في برمجة الزمن المدرسي خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الحالي، بسبب تزامن مجموعة من الأنشطة التقويمية والتكوينية، ما سيؤدي إلى توقف شبه كلي للدراسة داخل أقسام المؤسسات المحتضنة للبرنامج خلال أيام بأكملها قبيل عطلة الفترة البينية الأولى ولتشكل معها عطلة تتجاوز الثمانية أيام المحددة في جدول العطل لتصل ما بين 11 و 13 يوما حسب المستويات الدراسية، دون إغفال تلامذة الأقسام الذين لم يدرسوا يومي الجمعة والسبت 9و10 لكون اساتذتهم كانوا في دورات لتكوين منسقي المؤسسات التعليمية.
وحسب مصادر للجريدة، فإن ثلاثة أيام من الأسبوع المقبل ستخصص لتمرير روائز الموضعة البعدية الخاصة بالمستويات الدراسية، والتي لا يميزها عن حصص المراجعة التي كانت تعتمد قديما الا اعتمادها لبرمجة حصص الدعم لاحقا، في حين ستخصص ثلاثة أيام أخرى لتكوينات الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية، من خلال ورشات لتقاسم تكوينات المنسقين الذين استفادوا بدورهم من تداريب تكوينية استمرت يومين 10 و11 أكتوبر الجاري.
هذا الوضع يعني، بحسب عدد من المتتبعين التربويين، أن التلاميذ سيجدون أنفسهم في عطلة غير رسمية تمتد لما بين 11 و13 يوما، بدل أسبوع واحد كما هو محدد في المقرر الوزاري للسنة الدراسية 2025-2026، الذي ينص على أن العطلة البينية الأولى تمتد لمدة ثمانية ايام من 19 إلى 26 أكتوبر الجاري.
ولعل هذا الارتباك في التنظيم وتضييع الزمن المدرسي من شأنه أن يؤثر سلبا على السير العادي للدراسة، خاصة أن جل المدارس العمومية المنخرطة ببرنامج الريادة لم تشرع في تقديم الدروس في وقتها خلال هذا الموسم الدراسي، باعتبار أن الاسابيع الأولى تعد مرحلة أساسية لترسيخ التعلمات وبناء علاقة بين التلميذ والأستاذ.
كما أن تكرار مثل هذه الانقطاعات غير المبرمجة داخل المؤسسات المنخرطة في برنامج الريادة قد يفرغ أهداف المشروع من محتواه، خاصة وأنه يهدف بالأساس إلى تحسين جودة التعليم وتجويد الممارسات التربوية عبر اعتماد نماذج تدبيرية حديثة، مما تتعين معه ضرورة مراجعة برمجة الأنشطة الخاصة بتمرير الروائز القبلية والبعدية بما يضمن عدم الإضرار بمصلحة التلاميذ، على اعتبار أن إصلاح المنظومة التربوية لا يمكن أن يتم على حساب الزمن المدرسي للتلميذ، باعتباره الركيزة الأساسية لأي إصلاح تربوي ناجح.