أخبار وطنية

المحمدية… دورة ماراثونية بجماعة سيدي موسى المجدوب بسبب جدل حول “مهرجان الفروسية” ورفض لتغيير اسم “الموسم”

المحمدية – مراسلة خاصة 

شهدت جماعة سيدي موسى المجدوب التابعة لعمالة المحمدية، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، واحدة من أطول دوراتها العادية في تاريخها، بعدما امتدت أشغال الدورة الخريفية للمجلس الجماعي من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى حدود الرابعة عصرا، في جلسة استغرقت ست ساعات كاملة من النقاش والتبادل الحاد للآراء.

وترأس الدورة رئيس المجلس، السيد موسى بوشطيب، بحضور قائد القيادة السيد خالد فخار، وعدد من أعضاء وعضوات المجلس من الأغلبية والمعارضة، حيث تناولت الجلسة مجموعة من النقاط المرتبطة بالشأن المحلي، إلا أن النقطة السادسة في جدول الأعمال كانت الأكثر إثارة للجدل.

وتتعلق هذه النقطة بدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة ودعم لتنظيم مهرجان زناتة السنوي للفروسية، الاسم الجديد الذي تم إطلاقه على “موسم الوالي الصالح سيدي موسى المجدوب” المعروف تاريخياً في المنطقة.

الجدل لم يكن حول تنظيم التظاهرة أو تمويلها، بل حول تغيير التسمية، حيث رأى العديد من المستشارين أن حذف كلمة “موسم” واستبدالها بـ“مهرجان” يمس بالهوية الثقافية والدينية للمنطقة، ويجرد الحدث من رمزيته التاريخية المرتبطة بالولي الصالح سيدي موسى المجدوب.

ورغم أن الاتفاقية تنص على دعم مالي يصل إلى 4 ملايين درهم من طرف ست جماعات ترابية على مستوى عمالة المحمدية، فإن هذا لم يبدد مخاوف بعض الأعضاء الذين تمسكوا بضرورة الإبقاء على التسمية الأصلية.

ومن بين الرافضين للتغيير، برز موقف الرئيس السابق للجماعة، المكي السويسي، الذي دعا إلى “صون هوية الموسم التي تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية لأبناء المنطقة”.

في المقابل، عبر المستشار المعارض محمد رخيلة عن تأييده للاتفاقية، مؤكدا أن “المصلحة العامة للمنطقة فوق كل اعتبار”، وأن المشروع سيعود بالنفع على سيدي موسى المجدوب من خلال استقطاب الاستثمارات وتحريك عجلة السياحة والفلاحة، إلى جانب التعريف بالموروث المحلي على الصعيد الوطني.

ودعا رئيس المجلس، موسى بوشطيب، خلال الجلسة، إلى تأجيل النقطة لمزيد من التشاور ومناقشتها مجددا في دورة لاحقة يوم 16 أكتوبر الجاري، غير أن أعضاء المجلس أصروا على المرور إلى التصويت.

وأسفرت عملية التصويت عن رفض الأغلبية للمقترح بصيغته الحالية، بينما وافق عليه المستشار محمد رخيلة، وصوت رئيس المجلس بدوره بالموافقة مع تحفظه، مشترطا تعديل التسمية إلى “موسم الوالي الصالح سيدي موسى المجدوب” بدل “مهرجان زناتة للفروسية”.

وبعد انتهاء الدورة، اتفقت مجموعة من الأعضاء على رفع ملتمس استعجالي إلى السيد عامل عمالة المحمدية من أجل مراجعة التسمية المعتمدة، مؤكدين استعدادهم لإعادة التصويت في حال العودة إلى الاسم الأصلي للمناسبة.

من جهتهم، تفاعل سكان المنطقة وهيئات المجتمع المدني والحقوقي مع مجريات الدورة، حيث أشاد البعض بموقف الأعضاء المدافعين عن هوية الموسم، فيما أثنى آخرون على حكمة الرئيس موسى بوشطيب وسعيه إلى التوفيق بين الموروث الديني ومتطلبات التنمية، إلى جانب رؤية المستشار محمد رخيلة الذي اعتبر الحدث فرصة تنموية واعدة للمنطقة.

وهكذا، خرجت دورة أكتوبر بجماعة سيدي موسى المجدوب عن طابعها الاعتيادي، لتتحول إلى محطة نقاش صاخب حول التوازن بين الأصالة والتنمية، في انتظار ما ستسفر عنه الدورة المقبلة بشأن “موسم” أو “مهرجان” الولي الصالح سيدي موسى المجدوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى