أخبار وطنيةالتعليم

على مسار إفشال مشروع مدارس الريادة…ضم الأقسام وخصاص في الأطر يهددان التجربة بالجديدة

الدار البيضاء – متابعة أبو سليم

تعرف عدد من المؤسسات التعليمية العمومية المنخرطة في برنامج “الريادة” بإقليم الجديدة وضعا مقلقا، بعد أن تفاقم الخصاص في الأطر التربوية منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي في 3 شتنبر 2025، دون أن يتم تعويض الأساتذة الغائبين أو المنتقلين، ما تسبب في هدر كبير للزمن المدرسي، خاصة خلال فترة الدعم المكثف التي تعد مرحلة أساسية لتدارك التعثرات الدراسية لدى التلاميذ.

وأمام هذا الوضع، لجأت المديرية الإقليمية للتربية والتعليم بالجديدة إلى حل وصف بـ”الأسهل والأخطر”، تمثل في ضم الأقسام داخل مدارس الريادة، في خرق واضح للمذكرات الوزارية المنظمة، وذلك تحت مبرر الخصاص في الموارد البشرية، مع ما رافق ذلك من تستر على عدد من المناصب الشاغرة التي لم يتم الإعلان عنها في إطار الحركة الانتقالية المحلية.

غير أن الإشكال لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تفاقم الوضع بعد أن تداخلت الأقسام المدمجة بشكل عشوائي، ما أربك منظومة “مسار” التي ترتكز على توزيع المتعلمين إلى مجموعات حسب نتائج الروائز القبلية. فالنظام يعتمد على تقسيم المتعلمين إلى مسارات متفوقين وآخرين متعثرين، بهدف تقديم دروس دعم مكثفة تتناسب مع مستوى كل فئة، وهو ما لم يعد ممكنا بعد دمج المتفوقين بالمتعثرين في قسم واحد، مما جعل عملية الدعم التربوي شبه مستحيلة ونسف الهدف الأساسي من البرنامج.

وأكد عدد من الأساتذة المشاركين في البرنامج، في تصريحات متطابقة، أن خطوة الدمج جعلت من دروس الدعم مجرد حصص شكلية، حيث يجد الأستاذ نفسه أمام فوارق تعليمية شاسعة داخل نفس القسم، مما ينعكس سلبا على مردودية التلاميذ وعلى فلسفة المشروع القائمة على تحسين جودة التعلمات.

من جهتهم، دعا نقابيون ومتتبعون للشأن التعليمي بالإقليم، وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء – سطات، إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق في سوء تدبير الموارد البشرية بالمديرية الإقليمية، معتبرين أن ما يجري يهدد بإفشال مشروع “الريادة” الذي راهنت عليه الوزارة والحكومة لتجويد التعليم العمومي وتحقيق العدالة التربوية.

وطالب المتدخلون بضرورة تصحيح الوضع وتمكين كل تلميذ من حقه في التتبع التربوي والدعم المكثف، حتى لا تضيع المجهودات التي بذلت في إطلاق المشروع الوطني، الذي حقق – في بداياته – نتائج واعدة على مستوى التعلمات والتحصيل الدراسي، قبل أن تعصف به اختلالات التسيير وضعف الرقابة الإدارية والتربوية بهذا الاقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى