تلاميذ المدارس الخصوصية يزورون معرض الفرس بالجديدة وسط غياب شبه تام لتلاميذ التعليم العمومي

الجديدة – مراسلة خاصة
توافدت أعداد من تلاميذ التعليم الخصوصي بإقليم الجديدة، منذ يوم الثلاثاء 30 شتنبر 2025، على معرض الفرس المنظم بمركز المعرض محمد السادس جماعة الحوزية على بعد بضعة كيلومترات شمال مدينة الجديدة، وذلك بعد يوم واحد من افتتاحه الرسمي من طرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وقد شهدت أروقة المعرض توافدا مكثفا لتلاميذ المؤسسات الخاصة الذين استفادوا من وسائل نقل وفرتها إدارات مؤسساتهم، في حين شاركت بعض الجمعيات المحلية، من بينها فدرالية جمعيات مولاي عبد الله، في تنظيم رحلات مماثلة لفائدة تلاميذ ينتمون لمؤسسات تعليمية داخل الجماعة ذاتها. كما حرصت جمعيات تعنى بالأطفال في وضعية إعاقة على إدراج المستفيدين من خدماتها ضمن المستفيدين من هذه الزيارات.
لكن في المقابل، غابت المؤسسات التعليمية العمومية، وخاصة تلك المتواجدة بالعالم القروي ، عن برمجة رحلات مشابهة، ما أثار جدلا واسعا بين متتبعي الشأن التربوي بالإقليم. هؤلاء عبروا عن استغرابهم من عدم استفادة “أبناء الشعب” من فرصة الاطلاع عن قرب على هذا الموعد الثقافي والفني الذي أصبح واجهة دولية للمغرب، متسائلين: “أليس من حق تلاميذ المدارس العمومية، كما غيرهم، أن يعيشوا تجربة زيارة معرض الفرس ويكتسبوا معرفة ميدانية بما يتيحه من عروض ومعارف مرتبطة بالفرس والفروسية التقليدية؟”.
وتوجهت الانتقادات أيضا إلى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالجديدة، حيث اعتبر مهتمون أن دورها لا ينبغي أن يقتصر فقط على إحصاء عدد التلاميذ الزائرين، بل على ضمان تكافؤ الفرص بين مختلف مكونات المنظومة التعليمية بالإقليم، من خلال برمجة وتنظيم رحلات تشمل جميع المؤسسات دون استثناء.، وذلك عبر التنسيق مع الجماعات الترابية القروية ومع المنتخبين والسلطات المحلية والفاعلين الاقتصاديين وجمعيات المجتمع المدني وقطاع التعليم الخصوصي للإسهام في نقل تلاميذ المؤسسات التعليمية القروية صوب معرض الفرس.
وتبقى الأنظار موجهة إلى الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كانت الجهات المسؤولة عن قطاع التعليم والجماعات المحلية ستعمل على تدارك هذا الغياب، وتمكين تلاميذ المدارس العمومية بالعالم القروي من زيارة معرض الفرس، خاصة وأن تجارب سابقة، مثل “أبواب الأمن الوطني المفتوحة” التي احتضنها نفس الفضاء، عرفت انخراطا واسعا ومكثفا من قبل مديرية التعليم لضمان زيارتها من طرف مختلف المؤسسات التعليمية.
