أخبار وطنية

حبس الصوار بالجديدة.. من معلمة تاريخية إلى مرتع للإهمال والتشرد

بقلم إدريس زباير 

في قلب المدينة البرتغالية بالجديدة يقف “حبس الصوار”، شاهدٌ صامت على قرون من التاريخ. شُيّد هذا السجن إبان الحقبة البرتغالية كجزء من التحصينات العسكرية، ليظل عبر العصور رمزاً للقوة والانضباط، وركناً من أركان الذاكرة الجماعية لساكنة الجديدة.

غير أن هذا الرمز التاريخي، الذي كان من المفترض أن يتحول إلى فضاء للزيارة والبحث الأكاديمي ومزار سياحي يليق بقيمته، أضحى اليوم أطلالاً مهملة، تنهشها التشققات وتتآكل جدرانها. الباب العتيق يئن تحت وطأة الصدأ، والجدران التي شهدت أسرار الماضي غطاها الإهمال والرسومات العابرة.

وما يزيد المشهد قتامة أن “حبس الصوار” لم يعد مجرد بناية متروكة، بل تحوّل في غياب أي تدخل رسمي إلى ملجأ للسكارى والمتشردين، ممن اتخذوا من المكان مأوى لهم. هذه الوضعية لا تُسيء فقط لجمالية المدينة البرتغالية المصنفة تراثاً عالمياً من طرف اليونسكو، بل تطرح أسئلة عميقة حول مسؤولية الجهات الوصية في حماية الذاكرة التاريخية وصون الموروث الحضاري.

إن استمرار هذا الإهمال يعني الحكم على معلمة تاريخية نادرة بالاندثار، وتركها فريسة للزمن وللاستعمالات المشوهة، في وقت تحتاج فيه مدينة الجديدة إلى تثمين رصيدها الثقافي والتاريخي كقاطرة للتنمية السياحية.

لقد آن الأوان لتتحمل السلطات المحلية والجهات الوصية مسؤولياتها، قبل أن نفقد جزءاً من تاريخنا المشترك ونكتفي فقط بصور باهتة تذكرنا بما كان.

منقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى