زقاق بشارع محمد الخامس بالجديدة… قنبلة بيئية تهدد صورة المدينة

الجديدة – مراسلة خاصة
في مشهد يندى له الجبين، تحول زقاق ضيق يقع بشارع محمد الخامس، بالقرب من مقر الهلال الأحمر ومختبر التصوير، إلى نقطة سوداء تنبعث منها روائح كريهة لا تطاق، لدرجة أن كل من يمر بالقرب منه يضطر إلى وضع يده على أنفه اتقاءً لحدة الروائح. هذا الزقاق، الذي يوجد وسط المدينة وفي واحد من أهم شوارعها الرئيسية، أصبح رمزًا للإهمال والتسيب الذي لا يليق بمدينة بحجم الجديدة.
الزقاق لا يثير فقط اشمئزاز الساكنة، بل يشكل أيضًا إحراجًا كبيرًا أمام زوار المدينة، خاصة وأنه يقع في موقع استراتيجي يعتبر القلب النابض للجديدة، حيث الحركة التجارية والأنشطة الحيوية. فكيف يمكن لمدينة تطمح إلى تعزيز مكانتها السياحية والاقتصادية أن تسمح بوجود بؤر من هذا النوع في شوارعها الرئيسية؟
عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم من هذا الوضع، معتبرين أن الأمر لا يسيء فقط إلى جمالية المدينة، بل يهدد أيضًا صحة الساكنة بسبب انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات والجراثيم. “أن تمر من شارع محمد الخامس وتجد نفسك مضطرًا لتسريع خطواتك أو تغيير مسارك بسبب زقاق مهمل ينبعث منه ما يشبه الغازات السامة، فهذه كارثة بكل المقاييس”، يقول أحد المارة في تصريح غاضب.
المسؤولية هنا واضحة، إذ تقع بالدرجة الأولى على عاتق الجماعة الترابية والمصالح المكلفة بالنظافة، التي كان يفترض بها التدخل الفوري لمعالجة هذه الكارثة، سواء عبر تنظيف الزقاق بشكل دوري، أو عبر إعادة تأهيله بما يليق بمكانه وسط المدينة. لكن الملاحظ هو استمرار الوضع على ما هو عليه، في صمت غريب من الجهات المعنية.
ولعل الأخطر في الأمر هو الانعكاس المباشر لهذه الصورة السلبية على سمعة الجديدة، المدينة التي يفترض أن تكون واجهة حضارية وسياحية للزوار القادمين من داخل المغرب وخارجه. فما الذي يمكن أن يبقى في ذهن سائح أو زائر عندما يمر من شارع رئيسي ويصطدم بروائح تزكم الأنوف وزقاق يبعث على النفور؟
الجديدة، بتاريخها وإشعاعها الثقافي والاقتصادي، تستحق أكثر من مجرد شعارات براقة عن التنمية والتأهيل. المطلوب اليوم هو عمل ميداني جاد ومسؤولية حقيقية في التدبير، لأن استمرار مثل هذه المشاهد لا يمكن إلا أن يزيد من فقدان ثقة المواطن في مؤسساته.
فإلى متى سيبقى هذا الزقاق وصمة عار في قلب شارع محمد الخامس؟ ومن يتحمل مسؤولية ترك الوضع يتفاقم بهذا الشكل؟ أسئلة مشروعة تنتظر أجوبة واضحة، والأكيد أن ساكنة الجديدة وزوارها يستحقون بيئة نظيفة ومدينة تليق بطموحاتهم، لا فضاءات ملوثة تزرع الاشمئزاز في نفوسهم.