موسم مولاي عبد الله أمغار حين يرحل الزوار وتبقى الأسئلة بدون إجابة

مراسلة خاصة
أسدل الستار مساء السبت 16 غشت الجاري على فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، بعد مرور كل أيامه التسعة في التبوريدة والليالي الغنائية. ورغم ما روج من أرقام قياسية حول عدد الزوار 6 ملايين هذه السنة محطمة رقم السنة الماضية بمليون اضافي، إلا أن هذا الموسم أفرز سؤالا جوهريا: ماذا جنت جماعة مولاي عبد الله من هذا “الموسم العالمي” غير الأزبال والضجيج؟
بينما كان الجميع ينتظر انطلاقة مختلفة مع شركة جديدة تولت التنظيم، فجر الموسم أولى مفاجآته عبر جدل “النجمة السداسية” المثيرة التي ظهرت على أعمدة كهربائية بالشارع الرئيسي. رد المنظمون كان باهتا: إنها “وردة”! غير أن المتابعين رأوا فيها استخفافا بعقول الناس.
ولم يكن هذا الجدل سوى مدخل لخيبة أخرى، بعد تغييب “فن الحلقة” الذي شكل لعقود جزءا من ذاكرة الموسم، ليجد عشاق هذا الفن أنفسهم محرومين، كما حرم ممارسوه من مورد رزق اعتادوا الاعتماد عليه.
وككل موسم يتكرر المشهد ذاته: منصة الصحافة تعج بالغرباء، فيما يجد الصحفيون والمصورون صعوبة في أداء مهامهم. ورغم شكايات المعنيين بالأمر منذ سنوات، لا شيء تغير. والنتيجة: صورة عبثية لا تليق بتظاهرة تصف نفسها بـ”الدولية”.
على أرضية المحرك، كان فرسان التبوريدة يتباهون بمهارتهم، لكن خلف الكواليس كان التذمر سيد الموقف. العديد من أفراد السربات أكدوا للجريدة الجهات المنظمة وفرت لهم البارود فقط وأن علف الخيول والتبن وفروه من مالهم الخاص، علما ان بعضهم حضر الى الموسم بعدة أيام قبل افتتاح وهو يبين الكلفة المالية الباهضة التي تحملوها دون أي دعم…
انتظر الزوار من الشاشة العملاقة المثبتة بالمحرك أن تبث وقائع مباشرة من فضاءات الموسم، لكنهم فوجئوا بها تحولت إلى لوحة إعلانات تجارية.
رحل الزوار، وبقيت الأزبال تملأ أزقة المركز وروائحها تزكم أنوف الساكنة. عمال النظافة وجدوا أنفسهم أمام تحدّ أشبه بالمستحيل، بينما لا يظهر أثر مباشر للتنمية أو لمشاريع بنيوية تستحق الملايين التي تصرف باسم الموسم.
النافورة التي أنفق عليها ميزان الجماعة مبالغ ضخمة، غابت عن المشهد، وأسوار قلعة تيط التاريخية تركت لمصيرها، تنهار حجرا حجرا، في الوقت الذي كان بالإمكان أن تكون وجهة سياحية ضمن برنامج رسمي لزوار الموسم…
فهل حقق موسم مولاي عبد الله أثرا اقتصاديا وتنمويا ملموسا على جماعته وساكنتها؟
الجواب يظهر في الطرقات المتهالكة داخل المركز، في مصابيح شوارع معطلة، في إرث عمراني مهمل، وفي استمرار عقلية “الموسم فرجة فقط”.
إن كان الهدف هو لقب “الموسم العالمي”، فالعالمية لا تبنى على الأرقام والشعارات، بل على جودة التنظيم، واحترام الموروث، وربط الحدث بتنمية محلية حقيقية.