أخبار دولية

هل نقول نهاية محنة السائقين المغاربة المختطفين ببوركينافاسو؟

الجديدة…إبراهيم زباير الزكراوي 

في سابع فبراير 2025 كتبنا مقالة بعنوان “عودة لموضوع السائقين المغاربة المختطفين بالنيجر عائلات المختطفين تناشد السلطات المغربية التدخل “، بعدما كنا قد نشرنا في 21 يناير 2025، خبر اختفاء أربعة سائقين مغاربة داخل التراب البوركينابي، واستنادا لمصادر من واغادوغو، أشرنا إلى تدخل السفارة المغربية لدى سلطات هذا البلد، وقلنا أن رد هذه الأخيرة غير مبرر وغير مسؤول، حيث أفادت أن السائقين سلكوا طريقا محفوفا بالمخاطر التي تشكلها مجموعة ” بوكو حرام “، والحال كان عليها تأمين الطرقات، أو منع مرتاديها، حتى يتجنبوا هذه المخاطر، وتبعا لمصادرنا فان يوم الاثنين 24 يناير الماضي تم العثور على المفقودين بالنيجر ( المصادر، رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك المتعدد الوسائط، والأمين العام للمنظمة الديموقراطية للنقل واللوجستيك المتعدد الوسائط، مصطفى شعون)، بل تم الحديث عن التحاقهم بالسفارة المغربية لهذا البلد، بعد دخول الدبلوماسية المغربية على الخط بمساعدة المهنيين في قطاع النقل، ما أفضى بالعثور على المفقودين الأربعة بمعية سائقين بوركينابي وآخر طوغولي، بل تمت الإشارة إلى أن السائقين في حالة صحية جيدة، لكن الشاحنات التي كانوا يتولون قيادتها لا زالت بحوزة الجماعة الإرهابية، ويتولى ممثل الاتحاد الإفريقي للنقل التفاوض لاستعادتها، وهو ما دفعنا لعنونة مقالنا ب” نصف حل لمشكل السائقين المغاربة ببوركينافاسو “.

وحين استفسار عائلات المفقودين عن أحوال السائقين فوجئوا بما تناقلته وسائل الإعلام، حول تحرير المختطفين وتواجدهم بسفارة المغرب بالنيجر، نافين ذلك، بدليل غياب أي اتصال أو تواصل، بل أن رد المصلحة الاجتماعية بوزارة الخارجية المغربية أخبرتهم بأن هناك خلية أزمة تتولى الأمر، دون توضيح أو اخبار عن حالة المختفين، ما يعني أن المشكل لا زال قائما، ما دفع عائلات المفقودين توجيه رسالة للمسؤولين المغاربة تناشدهم بمضاعفة الجهود للافراج عنهم. 

وحسب مصادر من بوركينافاسو فقد تم العثور على الشاحنات بالقرب من “Pétèl Kolé”، لأنها محملة بأعمدة كهربائية هبة من المغرب للنيجر، ولن تفيد المختطفين المسلحين، لذلك احتفظوا بالسائقين رهائن مطالبين بفدية مقابل الإفراج عنهم. 

وفي موضوع ذي صلة فقد صرح بعض أفراد عائلات المختطفين بأن الأخيرين دأبوا على التواصل الدائم مع ذويهم بكل الوسائل المتاحة، لكن الرحلة الأخيرة وبمجرد دخول حدود النيجر انقطعت الاتصالات، بل هناك زوجة أحد المختطفين صرحت بأنها كانت معه على الخط، وفوجئت بالانقطاع، وحاولت الاتصال مرارا دون جدوى.

ولا زالت السلطات النيجيرية تفاوض بشكل مستمر المختطفين حول مبلغ الفدية. ( تتكرر الاختطافات في النيجر، وترصد السلطات مبالغ مالية مقابل الإفراج عن المختطفين، الشيء الذي يشجع العصابات على التمادي في غيها ).

وكانت الشاحنات الثلاثة قطعت المسافة ( دون حراسة ) بين مدينة دوري في بوركينافاسو صوب تيرا في النيجر المعروفة بأنشطة الجماعات المتشددة.

وبعد مرور ستة أشهر على الاختطاف انتهت المحنة بفضل تعاون استخباراتي مغربي، مالي حسب بلاغ صحفي أنهت فيه حكومة جمهورية مالي إلى الرأيين العامين الوطني والدولي، الاثنين، أنه تم إطلاق سراح أربعة سائقي شاحنات مغاربة، كانوا اختطفوا في 18 يناير 2025، شمال شرق بوركينافاسو، قرب الحدود مع النيجر. 

وتم تحرير المحتجزين ليلة الأحد ثالث غشت الجاري، سالمين الذين كانوا في قبضة تنظيم ” الدولة في ولاية الساحل ” الإرهابي، وهو فرع لتنظيم ” داعش ” في منطقة الساحل، وأفاد البلاغ أنه تم إطلاق سراح السائقين المغاربة، بنجاح بفضل الجهود المنسقة للوكالات الوطنية لأمن الدولة في مالي، والمديرية العامة للدراسات والمستندات في المغرب، اللتين أجرتا التحقيقات بكل حرص واحترافية منذ الساعات الأولى للاختطاف. 

وتناقلت وكالات الأنباء خبر تحرير المختطفين في عملية وصفت بالنوعية والحاسمة، نفذت بشراكة استخباراتية وأمنية، دقيقة بين مالي والمغرب ، من قبضة تنظيم داعش في منطقة الساحل بين النيجر وبوركينافاسو، بعد ستة أشهر من الاحتجاز القسري. 

وبعد استعادة السائقين المغاربة لحريتهم، استقبلهم الرئيس الانتقالي لمالي، العقيد عصمي غويتا، معبرا عن تقديره العميق لجلالة الملك محمد السادس، والدعم المتواصل الذي يقدمه، للشعب المالي، سياسيا، وأمنيا، و إنسانيا، مضيفا أن العلاقات بين الرباط وباماكو، تسير في المسار الصحيح، وأن الإرهاب لن يكون عائقا أمام تعزيز التجارة والتعاون جنوب ،جنوب، مؤكدا عن أن أعداء الاستقرار لن يكسروا عزم الشعوب الإفريقية الحرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى