أخبار المدينة

كارثة ثقافية تهز طنجة.. اعتداء عنيف على مسن خلال مهرجان فني يورط منتخبين

 

تحول مهرجان فني احتضنه فضاء “باب المرصى” التاريخي بمدينة طنجة، مساء أمس، إلى ساحة اعتداء، بعدما أقدم عدد من المنتخبين المحليين، من المفترض أنهم يمثلون النخبة المثقفة و”حماة” الفعل الثقافي بالمدينة، على تعنيف رجل مسن بالضرب والركل وتوجيه ألفاظ نابية في مشهد صادم وثقته عدسات الهواتف.

الواقعة، التي وصفت بـ”الكارثة الثقافية”، أخذت طابعا استثنائيا من حيث خطورتها، بعدما تبين أن من بين المعتدين رئيس الجنة الثقافية والرياضية والاجتماعية بجماعة طنجة، والذي ظهر في فيديو متداول وهو يوجه ركلة مباشرة إلى جسد الضحية أمام أنظار الحضور، في مشهد أثار استهجانا واسعا وسط نشطاء وفاعلين حقوقيين وثقافيين.

ووفقا لشهادات متطابقة، فإن سبب الحادث يعود إلى محاولة الضحية، الذي كان رفقة المنظمين، الصعود إلى المنصة لتقديم فقرة ترحيبية بالفنانة لطيفة رأفت، التي أحيت الحفل، الأمر الذي يبدو أنه لم يرق لبعضهم بدعوى وجود مقدمة رسمية، ما فجر التوتر وانتهى إلى العنف الجسدي واللفظي.

الغريب في الأمر أن الحادث وقع في ظل حضور عناصر أمنية، كما يظهر الفيديو المتداول، دون أن يتم التدخل في الوقت المناسب لمنع الاعتداء أو توقيف المعتدين، وهو ما زاد من حدة الغضب ودفع العديد من المتابعين إلى المطالبة بفتح تحقيق قضائي في النازلة.

وأجمع عدد من المتابعين والمهتمين بالشأن الثقافي في المدينة، في تصريحات متفرقة، على أن ما حدث “إهانة لكرامة الإنسان قبل أن يكون إساءة للفعل الثقافي”، معتبرين أن “أي خلاف أو سوء تنظيم لا يبرر مطلقا السقوط في منطق العنف، خاصة حين يصدر عن مسؤولين من المفترض أن يكونوا قدوة في السلوك المدني”.

وطالب حقوقيون ومثقفون الضحية بالتوجه إلى القضاء لإنصافه، وفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة كل من تورط في هذه الفضيحة التي تمس بصورة طنجة الثقافية، وتضرب مصداقية المؤسسات المنتخبة.

يذكر أن هذا الاعتداء يأتي في وقت تستعد فيه المدينة لاحتضان عدد من التظاهرات الكبرى، ما يفرض مراجعة جذرية لمستوى التعاطي المؤسساتي مع الثقافة، وتحديد معايير أكثر جدية لمن يتحملون مسؤولية تنظيم وتأطير مثل هذه الفعاليات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى