الشيشا والسهرات داخل إقامة “الراضي”.. أنشطة تخرق القانون في فضاء سكني بطنجة
أثار تواجد مطعم وعلبة ليلية بالإضافة إلى مقهى للشيشا، ينظم سهرات ليلية بشكل يومي داخل الإقامة السكنية “الراضي” بكورنيش مدينة طنجة، استغرابا واسعا في صفوف الساكنة المحلية والمتتبعين للشأن العام، خاصة وأن هذه الأنشطة تتعارض مع طبيعة الفضاء الذي يفترض أن يكون مخصصا للسكن العائلي وليس للأنشطة الليلية ذات الطابع التجاري والترفيهي المثير للجدل.
ما زاد من حدة الاستغراب هو كيفية حصول هذه المحلات على التراخيص القانونية التي تسمح لها بمزاولة أنشطة من هذا النوع، لا سيما أن تقديم “الشيشا” في الأماكن العمومية والسكنية يعد ممنوعا بموجب مجموعة من المذكرات الصادرة عن السلطات المعنية، إلى جانب ما يرافق هذه الفضاءات من تجاوزات ومظاهر تسيء لحرمة الأحياء السكنية، خصوصا مع وجود أسر وأطفال داخل المركب.
ويلاحظ المارون من كورنيش المدينة بوضوح وجود لافتات ضوئية كبيرة لهذه المحلات، وهو الأمر الذي يعزز التساؤلات حول الجهة التي تقف خلف الترخيص لها، وكيف تم السماح بتحويل جزء من إقامة سكنية إلى فضاء للسهرات والأنشطة الليلية، في مخالفة صريحة لقانون التعمير ودفاتر التحملات التي تفرض شروطا صارمة على نوعية الأنشطة المسموح بها داخل المجمعات السكنية.
هذا الوضع يطرح علامات استفهام كبيرة حول دور السلطات المحلية، ومصالح التعمير، واللجنة المختلطة للمراقبة في تتبع هذه الظواهر، لا سيما وأن المدينة شهدت في السنوات الأخيرة جهودا ملحوظة لمحاربة الأنشطة غير القانونية في عدد من المرافق المشابهة.
وتطالب فعاليات مدنية وساكنة الإقامة السلطات المختصة بفتح تحقيق شفاف حول الموضوع، ومساءلة من منح هذه التراخيص، مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة الاعتبار للطابع السكني للمجمعات السكنية، وصون كرامة الأسر التي اختارت السكن بهذه الإقامة بحثا عن الطمأنينة والسكينة، لا عن مظاهر الإزعاج والتسيب.
