أخبار دولية

اعترافات رئيس الجزائر : مليارات الدولارات لدعم البوليساريو الانفصالية والهدف زعزعة استقرار المغرب

متابعة : نورالدين لماع

في تصريح أثار موجة غضب واسعة داخل الجزائر وخارجها، كشف واعترف رئيس الجزائر عبد المجيد تبون ، خلال مقابلة مع التلفزيون العمومي الجزائريENTV، أن بلاده أنفقت مليارات الدولارات منذ سنة 1976 لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، ما اعتُبر اعترافًا رسميًا بخطة ممنهجة لزعزعة أمن واستقرار دولة جارة لم تُقصر يومًا في دعم الشعب الجزائري خلال معركته من أجل الاستقلال.
هذا التصريح، الذي وصفه جزائريون بـ”الصادم”، فجّر عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث أعرب مواطنون عن سخطهم الشديد من سياسة الإنفاق السخي على كيان انفصالي لا علاقة له بالقضايا الوطنية الحقيقية ، في وقت يعيش فيه الشعب الجزائري أوضاعًا اقتصادية واجتماعية صعبة، وتفتقر فيه مناطق نائية كـ”تندوف” و”عين قزام” و”إليزي” إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
-من دعم الثورة إلى تمويل الانفصال
لم ينس المغاربة، ولا الشرفاء من أبناء الجزائر، الدور التاريخي الذي لعبه المغرب في دعم الثورة الجزائرية بالمال والسلاح والرجال، وبفتح حدوده لاحتضان قادة جبهة التحرير الوطني، رغم التهديدات التي واجهها آنذاك من الاستعمار الفرنسي.
لكن المفارقة المؤلمة أن يُجازى المغرب، بعد عقود من التضامن والإخاء، بسياسات عدائية من قبل النظام الجزائري، تُترجم على الأرض بتمويل وتسليح ودعم دبلوماسي لجبهة انفصالية، هدفها المس المباشر بوحدة المغرب الترابية وزعزعة استقراره.

-التسليح والتمويل… سياسة مكشوفة
اعتراف الرئيس الجزائري تبون جاء ليؤكد ما كان المغرب والعالم يعرفه، لكن السلطات الجزائرية كانت تتنصل منه لعقود : احتضان معسكرات البوليساريو فوق التراب الجزائري، تزويدهم بالسلاح، تسخير الدبلوماسية الرسمية للدفاع عن مشروعهم الانفصالي، وإنفاق مليارات الدولارات من أموال الشعب الجزائري لشراء ولاءات وتحريك أجندة معادية للمملكة.

-الداخل يغلي والخارج يُموَّل
بينما يعاني: المواطن الجزائري من انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب فرص الشغل، وتراجع القدرة الشرائية، تصر السلطة الحاكمة على مواصلة نهج مكلف خارجيًا، عديم الجدوى، يُرهق ميزانية الدولة ويُشعل نيران التوتر الإقليمي.
وجاءت التعليقات الشعبية لتجسّد هذا الغضب العارم، حيث عبّر جزائريون عن رفضهم المطلق لإنفاق أموالهم على صراعات لا تخدمهم ، مطالبين بتحقيق في هدر الثروات لصالح جبهة انفصالية.

-متى تعود البوصلة إلى الداخل؟
في وقت تتجه فيه الدول نحو تعزيز التعاون والتنمية، تصرّ الجزائر الرسمية على إدامة مشروع عدائي ضد المغرب ، في تحدٍّ صارخ لأعراف الجوار، واستهتار بأولويات شعبها.
تصريح تبون، الذي فتح النار على نفسه، كما علّق كثيرون، قد يكون فرصة حقيقية لإعادة طرح السؤال الجوهري : لماذا تستثمر الجزائر في تمزيق وحدة دولة جارة، بدل الاستثمار في كرامة شعبها؟
وأمام هذا الاعتراف الرسمي، بات على المجتمع الدولي أن يتعامل بجدية مع ما تمثله الجزائر من خطر حقيقي على الأمن الإقليمي، نتيجة استمرارها في دعم كيان وهمي بالسلاح والمال، على حساب مصالح شعوب المنطقة واستقرارها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى