أخبار وطنية

شفاء طفلين سعوديين من التوحد بفضل حمية غذائية مبتكرة تعتمد على “اليقطين والجوز والتمر”

في قصة ملهمة تعكس الأمل والانتصار على أحد أعقد الاضطرابات العصبية، نجحت سيدة سعودية في مساعدة طفليها على التعافي من أعراض التوحد، بعد اتباعهما حمية غذائية مبتكرة ارتكزت على مكونات طبيعية تشمل اليقطين (القرع)، الجوز، والتمر، إلى جانب استبعاد كامل لمشتقات القمح والحليب.

القصة التي تداولتها صحيفة “الوطن” السعودية، تعود إلى سيدة تدعى “الحمود”، والتي خاضت رحلة علاج طويلة امتدت لأكثر من تسع سنوات، بحثا عن سبيل لشفاء طفلها الأول من اضطراب طيف التوحد، ثم عاد السيناريو ذاته مع طفلها الثاني، لكن هذه المرة بتشخيص أكثر حدة وصعوبة.

التحول في حياة الطفلين بدأ عندما تعرفت الأم على مقاربة علاجية غير تقليدية اقترحتها الدكتورة السورية هيفاء الكيالي، المتخصصة في علاج حالات التوحد من خلال التغذية. الطبيبة كيالي شددت في تصريحاتها على ضرورة التمييز بين التوحد كمرض، كإعاقة، وكاضطراب، موضحة أن الإصابة تختلف حسب المرحلة الزمنية التي تظهر فيها، سواء خلال فترة الحمل أو بعد الولادة.

واعتمدت كيالي في وصفاتها على منع الطفل المصاب من استهلاك القمح ومشتقاته، إضافة إلى الحليب ومشتقاته، بسبب وجود مادة “الببتايد” التي أشارت الأبحاث إلى تفاعلها السلبي مع الجهاز العصبي لدى الأطفال المصابين بالتوحد.

وبحسب رواية الأم، فإن وصفة الحمية تعتمد على عصر اليقطين، ثم مزجه بالجوز والتمر وأي نوع من الفاكهة، قبل خلط جميع المكونات في الخلاط للحصول على مشروب مغذ وغني بالفيتامينات. نصحت الطبيبة بتجريب الوصفة لمدة 10 أيام، مع مراقبة التغيّرات السلوكية والصحية.

النتائج كانت مفاجئة ومبشرة. فبعد مرور شهر واحد فقط، لاحظت الأم انخفاضًا ملحوظا في العصبية، وتحسّنا في التركيز والطاعة، وبدأ الطفل يتقبل استخدام القلم وممارسة الكتابة والقراءة. أما بعد مرور 11 شهرا، فقد أصبح الطفل الأول يتمتع بقدرة تركيز عالية، ويجيد القراءة والكتابة، كما بات شخصا اجتماعيا يواظب على الصلاة ويحب الذهاب إلى المسجد.

الطفل الثاني، الأصغر سنا، حقق هو الآخر تطورا ملحوظا، حيث أصبح أكثر هدوءا، يملك تركيزا أعلى، وبدأ ينطق ببعض الكلمات، في تحول غير مسبوق بعد شهور من المعاناة مع أعراض التوحد الشديد.

قصة “الحمود” وطفليها أعادت الأمل لعدد كبير من الأسر في المملكة وخارجها، ممن يخوضون معركة صامتة ضد اضطراب التوحد، وأعادت التأكيد على أهمية التغذية السليمة كعامل مساعد – وربما أساسي – في تحسين جودة الحياة لدى المصابين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى