الجديدة تغرق في الأزبال وسط صمت جماعي: من يتحمل المسؤولية؟

بقلم: نورالدين لماع
مع حلول فصل الصيف تعيش مدينة الجديدة على وقع أزمة بيئية نتيجة التراكم المهول للنفايات في بعض المناطق و فوق الحاويات وعلى الأرصفة، نتيجة تزايد الكميات الكبيرة من النفايات، مما حول بعض النقاط السوداء بأحياء المدينة إلى مشاهد مزرية…
والسؤال الذي بات يؤرق الساكنة: من يتحمل مسؤولية هذا التدهور الصادم في خدمات النظافة؟ هل شركة “أرما” وحدها، أم أن مجلس الجماعة والمواطنين شريكان في هذه الفوضى؟
من الواضح أن شركة “أرما”، المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الجديدة، تعمل بكل وسائلها اللوجستيكية على تدبير جمع النفايات، و رغم عدد شاحناتها التي تبقى قليلة لتغطية جميع الأحياء و في نفس الوقت، إلا أنه يلاحظ أن بعض الحاويات تبقى ممتلئة في انتظار تفريغها، مما تسبب في انتشار النفايات حولها، وتحول بعض الأرصفة إلى مطارح عشوائية.
لكن الأزمة لا يمكن تحميلها للشركة وحدها. فالمجلس الجماعي للجديدة، باعتباره الجهة المفوضة والمسؤولة عن تتبع أداء الشركة، غائب تماما عن المشهد. لا تدخلات ميدانية، لا بلاغات توضيحية، ولا تحركات استباقية لاحتواء الكارثة.
فهل يعقل أن تصمت الجماعة عن مشاهد النفايات المتراكمة والروائح التي أزعجت الساكنة والزوار؟ أين هي لجن المراقبة والتتبع؟ وأين رئيس المجلس من كل ما يجري؟
وما يزيد من غضب السكان، هو استمرار ترك مخلفات الحفر وبقايا الأشغال الخاصة بوضع الحاويات وسط الأرصفة منذ أكثر من أسبوع، دون أن تتم إزالتها أو تغطيتها. أكوام من التراب والحجارة تركت كما هي، في استهتار واضح بسلامة الراجلين وبالمظهر الحضاري للمدينة.
السكوت المطبق للمجلس يكشف عن ضعف في التسيير وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لحماية الصحة العامة للمواطنبن والبيئة بالمدينة…
وفي خضم هذا المشهد، لا يمكن إغفال السلوكيات غير المسؤولة لبعض المواطنين، الذين يتخلصون من نفاياتهم في أي مكان وأي وقت، دون احترام لمواقيت أو أماكن رمي الأزبال. فحاويات الأزبال متوفرة في عدة أحياء، لكن البعض يصر على ترك نفاياته على الأرصفة أو في الزوايا، مما يجعل حتى الأحياء النظيفة تغرق تدريجيا في الفوضى.
وهنا تظهر الحاجة الملحة إلى حملات توعية قوية ومستمرة حول أهمية النظافة الجماعية، ودور كل فرد في حماية بيئته، بدل الاتكال على الجهات الرسمية فقط.