الجديدة…فوضى “الكارديانات” بمنتجع سيدي بوزيد بالجديدة تفسد عطلة الزوار وتهدد السياحة الداخلية

يعيش منتجع سيدي بوزيد السياحي التابع لجماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، على وقع حالة من الفوضى والارتباك، بسبب الانتشار العشوائي لما يعرف محليا بـ”الكارديانات”، الذين يفرضون على الزوار وأصحاب العربات أداء مبالغ مالية مقابل ركن سياراتهم، دون أي سند قانوني واضح أو إشارات رسمية تدل على وجود مواقف منظمة بالأداء.
ويشتكي العديد من مستعملي الطريق والزوار من تنامي مظاهر الابتزاز، حيث يعمد هؤلاء الأشخاص، الذين يرتدون سترات صفراء مختلفة ومتفاوتة من حيث الشكل واللون، إلى فرض إتاوات قد تصل أحيانًا إلى 10 دارهم أو أكثر، خاصة في فترات الذروة خلال عطلة الصيف، دون تقديم أي تذكرة أو توضيح قانوني.
ورغم أن جماعة مولاي عبد الله هي المسؤولة الترابية عن تنظيم الفضاءات العمومية بالمنطقة، إلا أنها تلتزم الصمت المريب حيال هذا الملف، ولم تصدر لحد الآن أي بيان رسمي يوضح طبيعة هذه المواقف أو الجهات التي ترخص لها، ما يفتح الباب أمام التأويلات ويغذي الشكوك بشأن وجود مصالح مستترة وراء هذا “الريع الموسمي”.
بحسب تقديرات غير رسمية، يجني هؤلاء الحراس ما يناهز 10 آلاف درهم يوميًا خلال موسم الاصطياف، ما يعكس حجم الأموال الطائلة التي يتم تحصيلها خارج أي إطار ضريبي أو مراقبة مؤسساتية، ما يطرح تساؤلات جادة حول الجهات المستفيدة من هذه الفوضى، ومن يحمي هذا النشاط غير المقنن.
ويحذر فاعلون في المجتمع المدني من تأثير هذه السلوكات على صورة المنطقة كوجهة سياحية مفضلة للزوار من مختلف مدن المملكة، معتبرين أن استمرار الابتزاز وغياب التنظيم ينفر السياح ويسيء إلى جهود الدولة في تنمية السياحة الداخلية.
في هذا السياق، يطالب مواطنون وسائقون بتدخل عاجل من طرف السلطات المحلية والدرك الملكي من أجل وضع حد لهذا الاستغلال الفوضوي للفضاء العمومي، وإعادة تنظيم المواقف بشكل قانوني، و جعله مجانا كباقي المدن السياحية الأخرى، يحترم فيه الزائر ولا يبتز، مع التأكيد على ضرورة تحميل المسؤولية لجماعة مولاي عبد الله لكونها الطرف الوصي على المنطقة.