أخبار دولية

القرار الأمريكي يهز أركان الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية  

متابعة : نورالدين لماع

 

في خطوة هامة ينتظر أن تحدث تحولا بارزا في ملف الصحراء المغربية، أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون، تقديم مشروع قانون للكونغرس الأمريكي يقضي بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، يأتي هذا القرار في سياق تعزيز موقف الولايات المتحدة إلى جانب المغرب، الذي يعتبر حليفاً استراتيجيا أساسيا في المنطقة، ويُعبر عن تحول ملموس في السياسة الأمريكية تجاه القضية التي لطالما شكّلت نقطة توتر في العلاقات الإقليمية.

ينطوي تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية على انعكاسات سياسية وأمنية عميقة، سيُتوقع أن تثقل كاهل الجبهة الانفصالية وتحدّ من قدرتها على تحريك مواردها المالية والبشرية، وتفرض عليها قيودا قانونية صارمة تُعيق نشاطها على الساحة الدولية، كما يشكل هذا القرار رسالة حازمة إلى الجزائر التي تُعتبر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، مفادها أن الدعم المستمر لهذه الحركة لم يعد مقبولاً على الساحة الدولية، وقد ينعكس سلباً على علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الحليفة.

بالنسبة للجزائر، فإن القرار الأمريكي المرتقب قد يفرض عليها مراجعة استراتيجياتها بشأن دعم جبهة الانفصال، ويفرض عليها عزلة دبلوماسية متزايدة، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتنامية التي تدعو إلى احترام سيادة المغرب ووحدة ترابه، وقد يؤدي هذا التصنيف إلى تقليل قدرة الجزائر على استخدام ملف الصحراء كأداة في صراعاتها الإقليمية والدولية، مما قد يدفعها إلى البحث عن حلول أكثر واقعية أو على الأقل تعديل نهجها المتصلب.

على صعيد جبهة البوليساريو، فإن التصنيف كحركة إرهابية سيعني فقدانها الدعم المادي واللوجستي من مصادرها التقليدية، وصعوبة في التنقل والتمويل عبر الحدود، ما قد يؤدي إلى تراجع في أنشطتها الميدانية والدبلوماسية، ويفتح المجال أمام المغرب لتعزيز سيادته وأمن حدوده بفعالية أكبر.

ويمثل هذا القرار الأمريكي المرتقب نقطة تحول مهمة في مسار النزاع حول الصحراء المغربية، إذ يعكس تحالفا دوليا متينا يدعم الوحدة الترابية للمغرب، ويضع الجزائر وجبهة البوليساريو تحت ضغوط متزايدة قد تغير موازين القوى في المنطقة وتفتح آفاقا جديدة نحو استقرار دائم.

المغرب خط أحمر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى