الجديدة…شخص يحدث الفوضى والتخريب بحي المطار وهشاشة المنظومة الصحي بالاقليم

الجديدة – مراسلة خاصة
شهد حي المطار وسط مدينة الجديدة، صباح اليوم الجمعة 27 يونيو الجاري، حادثا مثيرا للرعب، بعدما أقدم شخص في حالة هستيرية على تنفيذ سلسلة من الاعتداءات التخريبية والجسدية، ما خلف أجواء من الذعر في صفوف الساكنة والمارة.
وحسب مصادر خاصة، فقد قام المعني بالأمر، الذي كان في وضع غير طبيعي، بتحطيم زجاج عدة سيارات مركونة بجانب الطريق، كما ألحق أضرارا جسيمة بآلية للحفر من نوع “طراكس”، قبل أن يهاجم عددا من المواطنين بالحجارة على مستوى تقاطع الطرق المؤدي إلى السوق الممتاز “مرجان”.
وذكرت شهادات متطابقة أن عددا من المواطنين تدخلوا بشجاعة لردع المعتدي ومنعه من مواصلة هجماته، في وقت رجح فيه شهود العيان أن يكون الشخص المذكور يعاني من اضطرابات عقلية أو ربما كان تحت تأثير مواد مخدرة.
وقد تدخلت عناصر الأمن الوطني بسرعة فور إشعارها بالواقعة، حيث تمكنت بعد جهد من السيطرة على الشخص المهاجم وتوقيفه، رغم مقاومته العنيفة الناجمة عن نوبة هستيرية حادة. في المقابل، أثار تأخر فرق الوقاية المدنية موجة من الاستياء في صفوف الحاضرين، خاصة في ظل الخطر الذي شكله هذا الشخص على المارة والممتلكات العامة.
الحادث، الذي كاد أن يتسبب في إصابات خطيرة، يعيد إلى الواجهة التساؤلات المتكررة حول تنامي ظاهرة المختلين عقليا في شوارع المدينة، في ظل ضعف بنية الاستقبال والعلاج النفسي. فمستشفى محمد الخامس للأمراض النفسية والعصبية يعيش حالة من التدهور الهيكلي والنقص الحاد في التجهيزات والأطر الطبية، ما يجعله عاجزا عن الاستجابة لحاجيات عدد متزايد من المرضى.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب المواطنون السلطات المحلية والمركزية بوضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل القطاع النفسي بالجديدة، وإحداث مراكز إيواء وعلاج مناسبة، تقي المواطنين شر الاعتداءات المفاجئة وتضمن لذوي الاضطرابات النفسية الحق في العلاج والرعاية.
ويبقى السؤال مطروحا بإلحاح: إلى متى ستظل الشوارع متنفسا قسريا لمرضى مهملين، على حساب أمن وسلامة الساكنة؟