أخبار وطنية

عمال النظافة… جنود الخفاء في معركة الحفاظ على نظافة مدينة الجديدة وسط حرارة الصيف ولا مبالاة البعض

الجديدة – مرزوق لحسن 

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتضاعف معاناة عمال النظافة بمدينة الجديدة، حيث يواصل هؤلاء الجنود المجهولون أداء مهامهم في ظروف قاسية لا تخلو من المشقة، في وقت تزداد فيه كميات النفايات بشكل ملحوظ، وتستمر سلوكيات بعض المواطنين غير المسؤولة في تعقيد وضعهم المهني والإنساني.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة ARMA. من خلال توزيع الحاويات في مختلف الأزقة والشوارع، وتحديد توقيت معين لإخراج النفايات المنزلية بعد العاشرة ليلاً، إلا أن بعض المواطنين يصرون على مخالفة هذه التعليمات، ملقين الأزبال عشوائيًا في قارعة الطرق، وزوايا الأحياء، وحتى أمام المدارس والإدارات، دون أي اعتبار للمظهر العام أو سلامة البيئة.

من المؤسف أن تظل نسبة كبيرة من النفايات ترمى في غير أماكنها، وفي أوقات عشوائية، ما يجعل عمال النظافة في سباق دائم مع الزمن، محاولين احتواء الوضع، لا سيما في الأيام التي تزداد فيها الحرارة، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وتكاثر الحشرات، في ظل ظروف صحية خطيرة.

يقول أحد عمال النظافة ممن التقاهم طاقم الجريدة: ” الشركة تعمل ليلا نهارا، عملنا من الفجر وحتى منتصف النهار، و عمال اخرون يعودون مساء، لكن ما يحزننا هو غياب الوعي عند بعض المواطنين… نجمع الأزبال صباحا، لنفاجأ مساء بمشهد أسوأ مما كان عليه.”

يعمل عمال النظافة لساعات طويلة في ظل أشعة الشمس الحارقة، يحملون الأثقال وينظفون الشوارع بصمت، دون أن يحظوا بالتقدير الذي يستحقونه…

من الضروري أن يعي المواطن أن الحفاظ على نظافة المدينة لا يقع على عاتق العمال فقط، بل هو سلوك جماعي يعكس روح المواطنة والاحترام للآخر. فكل قنينة ماء ترمى من نافذة السيارة، وكل كيس نفايات يلقى في غير مكانه، هو طعنة في ظهر من يعملون من أجلنا في الخفاء.

إن هؤلاء العمال، رغم بساطة مهنتهم، يضطلعون بدور حيوي وأساسي في الحفاظ على جمالية المدينة وصحة ساكنتها. ويكفي أن نتخيل المدينة بدونهم، لنفهم قيمة ما يقدمونه يوميا.

ختاما، آن الأوان لإطلاق حملات توعية واسعة تشمل المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، لترسيخ ثقافة احترام عامل النظافة، وتشجيع السلوكيات الإيجابية في التعامل مع النفايات.

فكل شكر وتقدير لا يكفي لرجال النظافة الذين يواصلون العطاء في صمت، لكن أقل ما يمكن فعله هو احترام جهودهم ومساعدتهم في أداء واجبهم.

لهم نرفع القبعة، ونقول: أنتم رمز الوفاء والعطاء الحقيقي في مدينتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى