أخبار وطنيةالتعليم

مدارس الريادة تحت المجهر بعد امتحان تجريبي اثقل كاهل التلاميذ و الأستاذ

شهدت مؤسسات الريادة التعليمية يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 تنظيم الامتحان التجريبي الوطني للمستوى السادس من التعليم الابتدائي، في إطار الاستعدادات للامتحانات الإشهادية المرتقبة يومي 23 و24 يونيو 2025. 

وقد أثار هذا الامتحان موجة من التذمر وسط التلاميذ وأطر التدريس، بسبب الصعوبات التي رافقته على مستوى صياغة الأسئلة، وتدبير الزمن، وظروف الحراسة والتصحيح.

ففي مادة اللغة العربية التي جمعت مع مادة التربية الإسلامية معا، اشتكى منها عدد كبير من التلاميذ من صعوبة إنهاء الإجابة عن جميع الأسئلة في الوقت المحدد، إذ لم تخصص سوى ساعة ونصف فقط لاجتياز هاتين المادتين، رغم أن الاختبار في اللغة العربية تضمن نصين قرائيين طويلين. ويستغرق فهم هذين النصين وقتا لا يقل عن 15 دقيقة، خاصة وأن الأسئلة المرافقة لهما تتطلب الرجوع المتكرر إليهما لاستخراج الكلمات الدالة، وشرح المفردات، وتحديد الأضداد والسياق العام، إضافة إلى استخراج الفكرة الرئيسية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طلب من التلاميذ أيضا تحرير موضوعين كتابيين، وهو ما وضعهم في تحد صعب مع الوقت المتبقي. فعملية الكتابة تتطلب من التلميذ أولا صياغة المسودة، ثم نقلها بخط واضح إلى ورقة التحرير الرسمية، مما أدى إلى عجز بعض التلاميذ عن إنجاز أسئلة مادة التربية الإسلامية، فيما فضل آخرون إهمال التعبير الكتابي لإنهاء الجانب الديني من الاختبار.

أما في مادة اللغة الفرنسية، فقد تفاجأ التلاميذ بتكرار أحد التمارين مرتين في نفس الورقة، مما أثار الاستغراب ، وأعاد طرح التساؤلات حول مدى دقة مراقبة ومراجعة نماذج الامتحانات قبل اعتمادها للطباعة والتوزيع على المؤسسات التعليمية.

ومن جهة أخرى، سجلت ملاحظة بارزة تتعلق بإدراج مادة النشاط العلمي ضمن الامتحان التجريبي بمدارس الريادة، ومعناه أنه سيدرج أيضا بالامتحان الإشهادي. وقد اعتبر عدد من أولياء الأمور هذا الأمر خرقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ القطاع العمومي العادي ومدارس الريادة، ما يطرح إشكالية التوازن في التقييم الوطني وتكافؤ الحظوظ في الامتحانات الإشهادية.

من جهة أخرى، عبر عدد من أساتذة المستوى السادس بمدارس الريادة عن استيائهم من القرار الذي ألزمهم بحراسة وتصحيح الامتحان التجريبي في ظرف يومين، مستندين إلى المذكرات التوجيهية التي نصت على ذلك. واعتبروا أن هذا الإجراء مرهق ومجحف في حقهم، خصوصا في ظل تراكم المهام المرتبطة ببرنامج الدعم التربوي، واقتراب موعد الامتحانات الإشهادية الرسمية، وما يتطلبه تصحيح الأوراق من وقت وجهد إضافي.

فما هو رد القائمين على الشأن التربوي والتعليمي بخصوص ملاءمة الامتحانات لقدرات التلاميذ ومبدأ تكافؤ الفرص ومدى مراعاة الجوانب البيداغوجية والنفسية في توزيع الزمن والمهام والعدالة والجودة في تقييم مكتسبات المتعلمين خلال هذه المرحلة الحاسمة من مسارهم الدراسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى