أخبار وطنية

العثور على رفات بشرية أثناء أشغال حفر بشارع جبران خليل جبران بالجديدة يثير استنفارا أمنيا

متابعة: نورالدين لماع

أثار اكتشاف بقايا رفات بشرية خلال أشغال حفر باستعمال الجرافات بشارع جبران خليل جبران وسط مدينة الجديدة، صباح يوم الإثنين 2 يونيو 2025، حالة من الاستنفار الأمني في صفوف مختلف التلوينات الأمنية بالمدينة.

وقد جرى العثور على الرفات أثناء عمليات الحفر في إطار أشغال التأهيل بالشارع، مما استدعى تدخل السلطات الأمنية، التي عملت على تطويق المكان، وجمع البقايا العظمية ووضعها في أكياس خاصة، تمهيدا لنقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، من أجل إخضاعها للفحص والتدقيق.

وأفادت مصادر مطلعة أن النيابة العامة المختصة أمرت بفتح تحقيق فوري في الواقعة، للوقوف على ملابسات العثور على الرفات البشرية، وتحديد مصدرها وتاريخها المحتمل.

غير أن معطيات أولية مستندة إلى روايات متداولة في أوساط السكان المجاورين لمكان عثور على بقايا عظام بشرية، ترجح أن الرفات تعود إلى فترة قديمة جدا، إذ كانت المنطقة المعروفة حاليا بشارع جبران خليل جبران تعد جزءا من مقبرة تاريخية تدعى “مقبرة سيدي الباين”، التي كانت تابعة ترابيا لجماعة مولاي عبدالله بإقليم الجديدة، وكان سكان “كور الحاج عباس” آنذاك يدفنون موتاهم فيها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المقبرة تم تفكيكها رسميًا سنة 2006، في عهد العامل الأسبق محمد اليزيد زلو، الذي أشرف على تدشين الشارع المذكور. حينها، تم استصدار فتوى من المجلس العلمي المحلي تقضي بجواز نقل الرفات إلى مقبرة الرحمة، وقد أشرفت السلطات المحلية على تنفيذ هذه العملية بحضور ممثلين عن أهالي الموتى الذين كانوا مدفونين بالمكان.

ويرجح أن عملية النقل لم تكن شاملة أو دقيقة بما فيه الكفاية، مما أدى إلى بقاء بعض الرفات تحت الأرض، وهو ما كشفت عنه الأشغال الجارية حاليا.

الحادث يعيد إلى الواجهة أهمية الأرشفة الدقيقة للمقابر القديمة، واحترام حرمة الموتى خلال الأشغال العمرانية، كما يسلط الضوء على ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية عند تنفيذ مثل هذه المشاريع في مواقع ذات حساسية تاريخية أو دينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى