التهافت على الأسواق لشراء الأكباش ولحوم وأحشاء الغنم رغم إلغاء شعيرة الذبح

بقلم : نورالدين لماع
الشعب عازم على ذبح الخروف ، ولو قبل العيد بأيام ، فلا الشعيرة تهم ، ولا إلغائها هذا العام بقرار رسمي يشغل البال، العيد عندنا ليس احتفاءً برمز الطاعة، بل مناسبة وطنية لإشعال الفحم، وتقليب الكبد، والتنافس في “بولفاف ” .
من فاته الدعاء ، فلا بأس ؛ لكن من فاته “ الشواء ” ، فقد خسر العيد كله !
الملك محمد السادس حفظه الله ونصره ؛ أعلن ( بكل حكمة وواقعية ) إلغاء شعيرة نحر الأضحية هذا العام 2025 بسبب الغلاء الفاحش ، وناشد الناس بالرأفة بجيوبهم…
لكن الشعب ، سمع الرسالة ، فهمها و رحب بها ، وفرح بها ، لكنه فجأة قرر : “ أن يركب عناده…
ما يحدث هذه الأيام ، لا يفسّره علم الاقتصاد ولا علم الاجتماع ، تدافع واكتظاظ كبير على الأسواق ، مواكب من المواطنين يحملون خرفانًا كما لو أنهم عائدون من معركة منتصرين .أسعار الأكباش حلّقت من جديد ، و أسعار اللحوم بلغت عنان السماء والدوّارة وحدها تجاوزت 600 درهم ، نعم ، تلك الأحشاء التي كنّا نوزعها بالمجّان ؛
رغم التوصية الملكية السامية ، اشترى البعض الخروف ، ولا يعلم كيف سيدبّر ثمن الماء والكهرباء بعد العيد ،
ولا يهم…المهم أن “ الخروف يكون حاضرا قبل العيد ” ، تحت أي مسمى ” عقيقة ” ، ” سبوع ” ،،” صدقة ” ،،، عيد بلا توصية ملكية ، بلا منطق اقتصادي ، بلا رحمة اجتماعية… بلا تفكير في مصير المخزون الحيواني .
الأهم أن الشواء سيكون حاضرا ، والفحم مشتعلا ، و أن يتصاعد دخان الشواء ، وتُقلب القطع على الجمر ، وتُرفع الروائح الزكية إلى عنان السماء .
شعب يُصِرُّ على القفز فوق القرار الرسمي ، يُراوغ الغلاء ، ويتحدّى المنع ، ويستدين عن طيب خاطر…
لا لشيء ، سوى كي لا يُقال عنه يوم العيد : “ ماذبَحش ” شعب لا يُقهره الغلاء ، بل يقهر نفسه بنفسه ليراه الناس ، يؤجّل الكراء ، يُؤجّر الأمل ، ويقدّم لحم الخروف قربانًا على مائدة المظاهر .
فالعيد ليس شعيرة عنده…بل امتحان اجتماعي لايقبل الرسوب .