ضربات ملكية دبلوماسية للجزائر : إفريقيا تطوي صفحة تبون وشنقريحة

متابعة : نورالدين لماع
في سياق إقليمي متوتر تتكشف فيه بوضوح الفوارق بين من يسلك طريق العسكرة والقمع، ومن يختار طريق البناء والدبلوماسية، برز المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله كنموذج يحتذى في تعبئة الطاقات نحو التنمية والتكامل الإفريقي، في مقابل تصعيد جزائري مقلق يعكس هشاشة داخلية وتخبطًا استراتيجيًا .
الجزائر .. تعبئة وهمية وقمع ممنهج
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، شرعت الجزائر في مناقشة مشروع قانون “التعبئة العامة”، الذي يسلم البلاد كاملة للقبضة العسكرية تحت غطاء “الاستعداد لخطر خارجي”. المشروع، كما ورد في تفاصيله، لا يعزز الإمكانيات الاقتصادية أو يطلق مشاريع تنموية، بل يحوّل الدولة إلى آلة عسكرية، يعطل التقاعد، يسخّر المواطنين والممتلكات، ويقمع كل صوت معارض بعقوبات مشددة.
المغرب تعبئة تنموية بقيادة ملكية
على الضفة الأخرى، وتزامنًا مع هذا التصعيد الجزائري، أعلن جلالة الملك محمد السادس عن مشروع استراتيجي جديد للقطار فائق السرعة “القنيطرة – مراكش”، باستثمارات تبلغ 96 مليار درهم، سيغيّر خريطة الربط السككي الوطني، ويقلّص المسافات الزمنية بين كبرى المدن، ويعزز من جاذبية المغرب كمركز لوجستي حديث في شمال إفريقيا.
الضربة الدبلوماسية : المغرب يحتضن دول الساحل
وفي خطوة وُصفت بأنها صفعة دبلوماسية قوية للجزائر، استقبل الملك محمد السادس وزراء خارجية مالي، بوركينافاسو، والنيجر، في إطار مبادرة استراتيجية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي. وقد عبّر الضيوف عن امتنان رؤسائهم لجلالة الملك، معلنين انخراطهم الكامل في تنفيذ هذا المشروع التاريخي، الذي يعزز التعاون الإفريقي ويُضعف النفوذ الجزائري التقليدي في المنطقة.
خلاصة المشهد :
في وقت تحوّل فيه الجزائر مؤسساتها المدنية إلى أدوات عسكرية وتضيّق الخناق على شعبها، يُواصل المغرب بعزيمة وثقة تنفيذ مشاريع كبرى، مدفوعة بإرادة ملكية سامية، تقود البلاد نحو التنمية وتعزّز موقعها في إفريقيا والعالم .
إنها تعبئة حقيقية لا تتحدث عن الحرب، بل تصنع السلام والتنمية. وها هي إفريقيا، شيئًا فشيئًا، تطوي صفحة نظام تبون وشنقريحة، وتفتح صفحة جديدة عنوانها: الشراكة، الاستقرار، والتكامل بقيادة المغرب .



