أخبار دولية

دي ميستورا أمام مجلس الأمن : ثلاثة أشهر حاسمة لكسر جمود نزاع الصحراء المغربية  

الجديدة : نورالدين لماع 

في إحاطة غير تقليدية أمام مجلس الأمن ، أطلق ستيفان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء نداءً عاجلاً لتحريك المياه الراكدة في هذا النزاع الذي يدخل عامه الخمسين، مؤكداً أن الأشهر الثلاثة المقبلة قد تمثل فرصة حاسمة لإعادة الزخم إلى مسار الحل السياسي ، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وغياب أي مؤشرات لحوار جدي بين الأطراف المعنية.

 جمود نصف قرن وتحذير من انفجار وشيك :  

افتتح دي ميستورا كلمته بخيبة أمل واضحة، إذ أشار إلى أنه كان يأمل أن يقدم في هذه الدورة بشائر تقدم ملموس نحو حل “عادل ودائم ومتوافق عليه ، لكن الواقع – كما قال – لا يزال معلقاً على إرادة الفاعلين الدوليين والإقليميين . 

وأشار إلى أن مرور خمسين سنة على إدراج قضية الصحراء في أجندة الأمم المتحدة لم يسفر عن اختراق حقيقي، بل أدى إلى تراكم الإحباطات وتزايد المخاوف من تحول النزاع إلى أزمة إقليمية مفتوحة إذا لم يتم تحريك الجمود القائم.

رسائل واشنطن وباريس : انخراط مشروط وزخم محتمل :  

استعرض المبعوث الأممي خلاصات لقاءاته الأخيرة في واشنطن وباريس مسلطاً الضوء على ثلاث رسائل رئيسية :

1: وجوب أن يكون الحكم الذاتي حقيقياً ، مع دعوة لتقديم تفاصيل أوفى حول المبادرة المغربية للمنتظم الدولي.

2 : الحل يجب أن يكون مقبولاً من الطرفين ، مما يستدعي استئناف المفاوضات المباشرة وفق صيغة سياسية واضحة.

3 : الانخراط الأمريكي المباشر لدعم جهود التسوية، في خطوة وصفها دي ميستورا بالأساسية لتحريك الملف.

كما أشار إلى الحراك الفرنسي الأخير تجاه الجزائر، معتبراً أن الاهتمام المتجدد من القوى الكبرى قد يحمل إشارات إيجابية، لكنه في الآن ذاته يبرز حجم المخاطر الكامنة في استمرار القطيعة بين المغرب والجزائر.

مخيمات تندوف : شهادات اليأس وتهديدات الجوع :  

في بُعد إنساني لافت، توقف دي ميستورا عند زيارته الأخيرة لمخيمات تندوف، حيث استمع إلى شهادات مؤثرة من اللاجئين، خصوصاً الشباب الذين عبروا عن شعورهم باليأس وغياب الأفق.

ونقل عن شابة قولها : ولدت هنا ، وعشت هنا ، لكني لا أريد أن أُدفن هنا. أريد أن أرى وطني وأدفن هناك .

كما حذر من تدهور الوضع الإنساني في ظل نقص حاد في التمويل ، ما قد يؤدي إلى توقف المساعدات الغذائية خلال الصيف، وفق ما أبلغته به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية 

بعثة المينورسو والتحدي الميداني : تحصين الحضور الأممي :  

أعرب دي ميستورا عن تمسكه باستمرار عمل بعثة المينورسو رغم التحديات الميدانية والمالية، داعياً الدول المساهمة إلى الحفاظ على حضورها، ومحذراً من أن إلغاء أي عنصر من عناصر الأمم المتحدة في المنطقة قد يصعّب استعادته لاحقاً.

وفي ختام إحاطته، شدد المبعوث الأممي على أهمية إشراك النساء في العملية السياسية المقبلة، مشيراً إلى أن مشاركتهن يجب أن تكون “جوهريّة وليست رمزية”، ضمن رؤية شاملة لتحقيق سلام عادل ومستدام يخدم سكان المنطقة ويعزز الاستقرار الإقليمي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى